لكل السوريين

عرض الألبسة في أسواق طرطوس وتحدي الاذواق والقدرة الشرائية للمواطن

طرطوس/ أ ـ ن

لا شيء ثابت في عالمنا، لا شيء مضمون أبدا، كل ما يمنحنا الأمان ذات يوم قد ينقلِب بلحظة ويبث الرعب في قلوبنا دفعة واحدة، من هربنا إليه قد يأتي يوم ونهرب منه. جميع الملاجئ مزيفة وخيبة، وذلك ما يشبه القدرة الشرائية للمواطن هشة وضعيفة ومعدومة وأساليب معاملة التجار مع المواطن المجبر بعدم الاهتمام الى عرض البضائع في أسواق طرطوس سواء اكانت معروضة منذ سنوات ام لا، فأذواقنا جميعا خربت ودمرت وتحطمت على جدران كوارث الحروب والزلزال والواقع المأساوي المؤلم.

تحكي السيدة تغريد عن جولتها في أسواق الألبسة في طرطوس انها شاهدت نفس موديلات الألبسة الجاهزة معروضة للبيع في الأسواق مع حلول العيد، وتجزم أنها منذ عامين اشترت قميص وبنطال لابنها من نفس الموديلات المعروضة.

عند سؤالها لأحد أصحاب محلات الألبسة في سوق طرطوس، حول ما إذا كان هناك موديلات أخرى جديدة غير المكررة، أجاب أنه لا يوجد سوى هذه الموديلات ولكن بألوان مختلفة، مضيفة بلهجتها العامية: السوق كلو صاير لباس موحد وحدته الليرة السورية والحرب وقلة المصاري وقيمتها.

اما الصبية عبير فقالت لنا: انها منذ فترة وهي تبحث في الأسواق عن ضالتها من أجل اختيار بلوزة غريبة الموديل لترتديها بالعيد متنقلة بين محلات الألبسة في طرطوس لكنها لم تشاهد شيئا جديدا جميع الملابس مكررة وعمرها ما يقارب4 سنوات.

السيدة سكينة صاحبة محل ألبسة نسائي قالت: الألبسة مشابهة لبعضها، وعلاقتنا بالمعامل المنتجة للألبسة تكون بالعرض والطلب لذلك عندما يتم تصميم موديل معين فهذا يعني أن عدد من المحلات ستعرض هذا الموديل وللعلم فإن بعض الأسر تشتري من الموديلات المعروضة؛ لأنها تناسبها أكثر فيما لو كانت مطرزة أو ملونة وما إلى ذلك؛ لذلك فإننا نشاهد الموديلات المتكررة بأكثر من محل في الأسواق.

السيد أبو شاهين بائع البسة في وسط طرطوس , عندما سألناه شو قصة قدم الموديلات وعدم انتاج الجديد مثلما يقول بعض المواطنين, فقال لنا التالي: عندما نشتري الملابس من المصانع نشتريها بكميات كبيرة ظنا منا بأن الناس سوف تشتري لأولادها، ثم نتفاجأ بأن الأسعار مرتفعة ولا تتناسب مع دخل المواطن، وبذلك تكون القدرة الشرائية ضعيفة وقلة من الأشخاص هم من تسمح لهم ظروفهم بالشراء؛ لذلك تبقى هذه الموديلات للسنة المقبلة ويتم عرضها مرة أخرى وبالتالي لا يستطيع التاجر تنزيل موديلات أخرى كي لا تتعرض بضاعته القديمة للكساد، مضيفا: بالعموم الموديلات الرجالية معروفة قميص أو بنطال يكون قماشي أو جينز لذلك ممكن أن يتكرر الموديل من دون أن يدقق المشتري.

السيد شفيق مدير إحدى شركات تصميم الألبسة في طرطوس، أخبرنا قائلا: لدينا مصممين خاصين يعملون لدى الشركة، وفيما يتعلق بتكرار الموديلات، فنحن كشركة نلحق الموضة إلا أنه من الممكن أن تكون هناك موضة بقطعة معينة وفي بلد معين، لكننا لا نستطيع تصميمها مباشرة لأنها لا تصل إلينا بنفس العام فقد نضطر إلى تصميمها في العام الذي يلي العام الذي صممت به القطعة، وأن كل شركة تصميم لها لمسة خاصة بموديلاتها وتكون معروفة من خلال هذه البصمة. لكن وبشكل واضح ان الوضع الاقتصادي أيضا صعب جد على الجميع ومن اشترى العام الماضي من الممكن ألا يستطيع الشراء هذا العام؛ لأن شراء الأقمشة من دول الجوار والاستعانة بالتصاميم أصبح مكلفا جدا.

السيد نديم مدير شركة لتجارة الألبسة أكد: أن دورهم يقتصر على شراء الألبسة الجاهزة والسبورات من المعامل، والمصممين هم الذين يصممونها ويقومون بتوزيعها على المحال التجارية والأسواق التي تطلب.

تامر مدير إحدى شركات تصميم الملابس النسائية والبيجامات بطرطوس قال لنا: نحن نعمل ونصمم حسب ما يطلب السوق من موديلات؛ لأن الموضة تتغير كل عام، وفيما يخص آلية التصميم فنحن نطلب مساطر خارجية أوروبية أو قد يتم الاختيار عبر الصفحات المتخصصة أو ترسل لنا الشركات الخارجية صور.

ولا علاقة لقضية تكرار الموديلات أو عدمه لأن الموضة قد تستمر لمدة سنوات، وتاليا هناك موضة لا تلبس لدينا؛ لكن ممكن أن تكون مرغوبة في بلد آخر، مضيفا: المصممين موجودين لدينا في الشركة والمصمم لديه إطلاع وخبرة وخضع لدورات خارج القطر نحاول أن نستفيد من خبرته.

وبعد الحرب في سوريا لم يسافر أي مصمم خارج البلاد باستثناء عدد قليل يسافر على حسابه الخاص حتى يعمل على تطوير نفسه وللاطلاع على آخر صيحات الموضة.