لكل السوريين

مربو الماشية في الرقة.. الجفاف وغلاء أسعار الأعلاف أفقدنا معظم مواشينا

الرقة/ صالح إسماعيل 

أكد مربو المواشي (الأغنام) بأن أوضاعهم باتت مزرية نتيجة الخسارة الكبيرة التي لحقت بالمواشي التي يقومون على تربيتها، حيث تعد المصدر الوحيد الذي يعتاشون منه، والذي فقدوا قسم كبير منها نتيجة  الجفاف الذي لحق بالمراعي على مدار عامان متتاليان، وبدوره الأمر الذي انعكس سلباً على أسعار الأعلاف المرتفعة، وأسعار المواشي المتدنية.

وتشكل تربية المواشي ثاني أهم مصدر دخل بالنسبة لسكان مناطق وادي الفرات بعد الزراعة، حيث طبيعة المنطقة الجغرافية السهلة والأراضي الخصبة تؤمن مساحات رعي وفيرة بالنباتات التي تلبي مستلزمات رعاية المواشي.

وتأثرت رعاية (الأغنام) بشكل كبير في مناطق ريف الرقة بانخفاض مستوى هطول الأمطار على مدار عامين متتاليين الأمر الذي أدى لفقدان المراعي في مساحات واسعة من الأراضي وخصوصاً (البعلية)، والتي كانت توفر القسم الأكبر من المراعي التي يعتمد عليها المربون في مهنتهم.

المربي نواف السحل من ريف الرقة الشمالي  في حديثه لصحيفتنا “السوري” يقول: أعمل بتربية الأغنام ورعايتها منذ طفولتي وهذا ما عهدناه عن أباءنا وأجدادنا، ولا نستطيع أن نغير من طبيعة عملنا حيث اعتدنا على طبيعة هذا العمل بكل مشاقه من حل وترحال وهي مصدر دخلنا الوحيد الذي نعتاش منه.

وأضاف السحل: على مدار أكثر من ثلاثة عقود لم تأتينا مثل سنوات القحط هذه، حيث كنا نمر بمراحل قحط وجفاف لكن لفترات محدودة نتداركها بالأعلاف والمراعي التي نستأجرها للرعي من المزارعين حين كان بإمكاننا ذلك، ولكن هذا العام والعام الماضي وبسبب الجفاف والقحط لم يتبقى لدينا ما نذخره، حيث تعرضنا لخسارة أغلب المواشي التي نرعاها فقد كنت أملك ٤٥٠ رأس من الأغنام لم يتبقى منا إلا ٩٠ رأس، والباقي اضطررت لبيعه لتأمين ثمن الأعلاف والمراعي ومستلزمات أسرتي.

ومن جانبه أوضح المربي محمد الخليف: بأن أسعار الأغنام تراجعت بنسبة كبيرة لهذا العام عن الأعوام السابقة، على عكس أسعار الأعلاف التي لم يعد بإمكانهم شراءها حيث بلغ سعر الكيلو غرام من الشعير ١٩٠٠ليرة، والتبن الأبيض ٨٠٠ ليرة سوريا، النخالة١٤٠٠ ليرة، فيما تتراوح أجور ضمان المراعي (٢٥٠- ٣٥٠) الف ليرة سوريا الدعم الواحد المزروع محصول الشعير حسب خصوبة الزراعة.

وطالب كل من السحل والخليف من اللجنة الإقتصادية بتقديم الدعم اللازم ومساندة مربي المواشي للحفاظ على الثروة الحيوانية من الانقراض، وذلك عن طريق تأمين الأعلاف وتوزيعها، وتقديم قروض مالية لمربي المواشي لمكافحة هذه السنوات العجاف.