لكل السوريين

“فاو” تُعيد المياه لسهل الحولة بعد أحد عشر عاماً من الانقطاع

حمص/ بسام الحمد 

عادت مياه الري إلى مزارع سهل الحولة شمال غربي محافظة حمص، لأول مرة بعد انقطاع دام لـ11 عامًا بجهود من منظمة الأغذية والزراعة العالمية (FAO) التابعة للأمم المتحدة، واستُقدمت المياه من تلدو لتصل إلى الأراضي الزراعية.

وأهلت منظمة الأغذية والزراعة العالمية بوابات السد وشبكات الري، دون أي مساهمة من الحكومة السورية التي وافقت فقط على تنفيذ المشروع، وسيسهم مشروع إعادة المياه لسهل الحولة بتنشيط القطاع الزراعي في المنطقة وعودة الأهالي لقراهم وزراعة أراضيهم.

وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية المروية في سهل الحولة 1236 هكتار، ويبلغ طول قنوات الري الرئيسية الإسمنتية 13.7 كيلومتر، بالإضافة إلى 43 كيلومتر من الأقنية الفرعية، و150 مأخذًا رئيسيًا و33 سيفونًا رئيسيًا وفرعيًا وأربعة مراكز خدمة.

مزارعون كشفوا لصحيفة السوري فرحتهم بعودة المياه لأراضيهم والتي سيبدؤون بزراعتها والتي تسهم بعودتهم لقراهم وبيوتهم التي هجروها، بعد إهمال الحكومة لمطالبهم وشكاويهم، لا سيما أن غالبية سكان الحولة يعملون بالزراعة وتربية الماشية.

ويغيب عن سهل الحولة جميع مقومات الحياة جرّاء الحرب التي دارت في البلاد، وتفتقر المنطقة للخدمات الأساسية من صرف صحي ومياه شرب وكهرباء والتي تعطلت نتيجة الأعمال الحربية.

وعلى الرغم من عودة مياه الري لبعض المناطق إلا أنّ الأهالي لا زالوا يشتكون من ندرة مياه الشرب، وقال سكان بريف حمص أنهم قدموا الكثير من الشكاوي لكن لا مجيب!، ويعود سبب ضعف المياه لطول ساعات التقنين للكهرباء.

لا تزال مشكلة مياه الشرب في حمص، خاصة في ريف المحافظة، مستمرة، بل وتزداد تعقيدا مع زيادة ساعات تقنين الكهرباء. يعاني أهالي ريف حمص منذ سنوات من أزمة مياه الشرب، حيث أصبح وصول المياه إلى الحنفية حلما للمواطنين، حتى أن غالبيتهم ما زالوا ينتظرون ليلا ونهارا، في انتظار قطرة ماء تروي عطشهم ولقضاء احتياجاتهم.

ويناشد أهالي ريف حمص الغربي والشمالي منذ أشهر عبر منصات التواصل الاجتماعي لإغاثتهم بمياه الشرب إلا أن شكاويهم لم تجد آذانٍ صاغية، وبحسب شكاوي المواطنين، يتم فتح الضخ لمدة نصف ساعة خلال فترة توصيل الكهرباء، وبعد انقطاعها يتم تحويل الضخ إلى خط آخر، وهذا يؤدي إلى حرمانهم من حصتهم من المياه والانتظار إلى الدور الجديد ضمن برنامج التقنين.

بينما ذكر بعضهم أنهم من قرى تقع في مناطق مرتفعة، حيث يصعب وصول ضخ المياه إليهم خلال ساعات قليلة، لذلك يجب أن يستمر الضخ ليوم كامل حتى تصل المياه إليهم ويملأ خزاناتهم.

وتعرّضت معظم محطات ضخ المياه تعرضت للدمار جراء قصف البنى التحتية في ريف حمص لفترات طويلة نتيجة الحرب في سوريا، ما تسبب في أضرار جسيمة لبعض محطات الضخ الرئيسية في بعض المدن الريفية بينما خرجت المضخات الثانوية خارج الخدمة جزئياً.