لكل السوريين

“مت هنا أو اذهب إلى بولندا”.. بعد حدود تركيا واليونان، حدود أوربا الشرقية “الباردة” تبدأ بالتهام أرواح السوريين

أعلنت الشرطة البولندية، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أنها عثرت على جثة قالت إنها لشاب سوري قرب الحدود مع بيلاروسيا، يأتي ذلك في وقت تشهد الحدود بين بيلاروسيا وبولندا منذ أسابيع توتراً نتيجة تجمّع أعداد كبيرة من المهاجرين من دول الشرق الأوسط بينهم سوريين وعراقيين.

وذكرت الشرطة البلولندية في صفحتها على “تويتر”: “تم العثور على جثة شاب سوري، في الغابة، بالقرب من الحدود، في (قرية) وولكا تيريتشوفسكا”. وأضافت أنه لم يتم بعد تحديد سبب وفاة الشاب.

وتشهد الحدود بين بولندا وبيلاروسيا انتشارا كبيرا للآلاف من المهاجرين الراغبين بالعبور عبر الحدود للوصول لدول أوربا الغربية.

ووثّقت “هيومن رايتس” في تقرير لها، الانتهاكات وسوء المعاملة التي يتعرض لها اللاجئون العالقون على حدود بيلاروسيا.

وأكدّ التقرير، إن اللاجئين احتجزوا قسرًا في أماكن مفتوحة تزامنًا مع تدني الحرارة في تلك المنطقة، والنقص الحاد بالطعام والماء في المنطقة الحدودية.

وذكر التقرير أن حرس حدود بيلاروسيا يواصل دفع اللاجئين لمحاولة دخول بولندا، مشيرًا إلى أن معظم المحاولات تنتهي بإعادة اللاجئين قسرًا إلى بيلاروسيا وتعرضهم للمزيد من الانتهاكات.

وتوفي جرّاء “الأزمة الإنسانية” على حدود بيلاروسيا ثمانية لاجئين، إثر احتجازهم إلى جانب آلاف طالبي اللجوء على حدود بيلاروسيا، في ظروفٍ غير إنسانية.

وبحسب وسائل إعلام فإن غالبية المهاجرين قادمون من سوريا ومن إقليم كردستان شمالي العراق وأفغانستان الخاضعة لسيطرة مسلحي طالبان بالكامل.

ونشرت بولندا قوات عسكرية وأمنية كبيرة لمنع المهاجرين من دخول أراضيها والعبور إلى دول الاتحاد الأوروبي.

ويتهم المسؤولون الأوروبيون بيلاروسيا بتشجيع مهربي البشر على دخول المهاجرين إليها ثم توجيههم نحو الحدود إلى الاتحاد الأوروبي في محاولة لإثارة أزمة. وفي المقابل تنفي بيلاروسيا ذلك، لكنها قالت إنها لا تستطيع المساعدة في حل المشكلة ما لم ترفع أوروبا العقوبات.

وكان الاتحاد الأوروبي فرض عدة جولات من العقوبات رداً على حملة القمع العنيفة التي شنها الرئيس ألكسندر لوكاشينكو على الاحتجاجات في الشوارع ضد حكمه عام 2020.

وتتصاعد التوترات بنشر بولندا المزيد من الجنود على طول الحدود لإبعاد المهاجرين، ومعظمهم من العراق وسوريا وأفغانستان، على حدودها. وتقول روسيا إنها تعتبر تحركات القوات تهديداً، وردت بإرسال قاذفات للقيام بدوريات فوق بيلاروسيا.

وفي الجهة المقابلة، قال رئيس الوزراء البولندي، ماتيوش مورافيتسكي، في منشور على فيسبوك، “ما نتعامل معه هو نوع جديد من الحرب يكون فيها المدنيون والرسائل الإعلامية ذخيرة”، حسبما نقلت عنه صحيفة وول ستريت جورنال.

ويقول مسؤولون غربيون آخرون إنهم يعتقدون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد خلق مشهد دراماتيكي وتقويض الغرب، لكنه الأمر لن يصل إلى حد الصراع المسلح الفعلي.

وتشمل المواجهة مهاجرين، عددهم أقل بكثير من تلك التدفقات التي شهدتها القارة بعد عام 2015. وفي معظم الأيام، تمكن بضع عشرات فقط من طالبي اللجوء من عبور الحدود.

ويقيم المهاجرون في ظروف مناخية شديدة البرودة، تصل إلى حد التجمد على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا وليتوانيا العضوين في الاتحاد الأوروبي واللتين ترفضان السماح لهم بالعبور. وقد مات البعض بالفعل، وهناك مخاوف على سلامة البقية مع استقرار ظروف الشتاء القارس.