لكل السوريين

أكثر من جهة تمثل قرار محافظة السويداء.. والأهالي ينسقون العمل في مناطقهم

تصاعد الجدل خلال الأيام الماضية حول من يمثل محافظة السويداء في هذه المرحلة القلقة، وكثرت الاستفسارات وتضاربت الإجابات المتعلقة بها، حيث تصّدر شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز مشهد المحافظة على صعيد المواقف والتصريحات بعد سقوط نظام بشار الأسد، وأصبح من أكثر الشخصيات التي تستضيفها وسائل الإعلام العربية والغربية للحديث عن شكل سوريا الجديدة.

وكان الشيخ حكمت الهجري قد دعم الحراك السلمي منذ بدايته، وأكد على مطالب المتظاهرين، ولكن ذلك لا يعني أنه يهيمن على قرار القوى السياسية والمدنية بالمحافظة.

وخلال مرحلة الحراك السلمي تواجدت عدة هيئات سياسية ومدنية تتحدث باسم المتظاهرين في السويداء، ولم تتمكن أي جهة من التفرد بتمثيل مطالبهم، حيث كانت تصدر أصوات أخرى من قادة تشكيلات عسكرية ورجال دين وأئمة مساجد ورؤساء كنائس في السويداء، بما يشير إلى احترام حقوق الجميع في المشاركة بالرأي السياسي، ولكن ليس إلى احتكار الرأي أو القرار.

وفي هذا السياق، عقد رواد ساحة الكرامة في محافظة السويداء، اجتماعاً تم الاتفاق خلاله على نقاط هامة تبرز المواقف الوطنية والتوجهات المستقبلية للمحافظة، وعلى استمرار الاجتماعات للتعامل مع أي مستجدات على الساحة السورية.

خارطة الطريق

أعلن أكبر فصيلين عسكريين في السويداء خارطة طريق للمرحلة المقبلة، وصدر عن حركة رجال الكرامة ولواء الجبل، بيان من أبرز ما جاء فيه، التأكيد على ضرورة بناء وطن قائم على العدالة والقانون، وضرورة تأسيس دولة قائمة على العدالة وسيادة القانون، وعلى أن دمشق ستبقى العاصمة الأبدية للدولة السورية، واعتبار الحراك السلمي في السويداء بوصلة سياسية تستهدف بناء وطن قائم على المساواة بين كل أبنائه، وطالب بالانفتاح على الحوار مع كافة الأطراف السورية.

وأكد البيان على أن حمل السلاح كان بهدف الدفاع عن أهل السويداء بكافة أطيافهم، وأنه وسيلة وليس غاية.

وأعلن عن استعداد الفصيلين للاندماج ضمن جسم عسكري يكون نواة لجيش وطني جديد، حيث يصبح السلاح حكراً على مؤسسة عسكرية وطنية، ورفض أي جيش فئوي أو طائفي.

وأكد على عدم تدخل الفصائل العسكرية في الشؤون الإدارية أو السياسية، ودعم العمل المدني والسياسي والالتزام بحماية المرافق العامة.

كما أشاد البيان بدور القيادات الروحية والدينية في الحفاظ على قيم التآخي والعيش المشترك في السويداء.

التحضير للحوار الوطني

أطلقت اللجنة التحضيرية في مدينة شهبا وقراها أولى خطواتها التحضيرية لعقد مؤتمر الحوار الوطني، مستندة إلى آلية ترتكز على توسيع قاعدة المشاركة وضمان تمثيل كافة قوى الحراك الشعبي والمجتمع المحلي، والتقت اللجنة هيئة شهبا وممثلين عن قراها بهدف الحوار حول ذلك.

وأوضحت اللجنة خلال اللقاء، أن هدفها الأساسي هو إعداد ملف شامل يعكس رؤية مشتركة، على أن تتم صياغته من خلال دراسات يقدمها اختصاصيون وأصحاب خبرة فكرية وسياسية، كما أكدت على أهمية اختيار الشخصيات المؤهلة لتقديم هذه الملفات في مؤتمر الحوار الوطني، بما يعزز مصداقية وفعالية النقاشات المطروحة.

وشهد الاجتماع طرحاً مكثفاً للأفكار التي أشارت إلى ضرورة انفتاح اللجنة على الكفاءات المهنية والسياسية والتكنوقراطية، مع التأكيد على أن العمل الجماعي يتطلب مشاركة واسعة لضمان تمثيل جميع الأطراف، كما جرى تسليط الضوء على القضايا المحورية التي سيتناولها المؤتمر، مثل الثوابت الدستورية، ومفهوم دولة المواطنة، وأهمية استقلال المؤسسات المدنية عن التأثيرات السياسية.

وتم الاتفاق على توزيع ملفات المؤتمر القانونية والسياسية والاقتصادية والفكرية على كافة نقاط الحراك في المحافظة لدراستها من قبل مختصين، على أن يتم التواصل مع الجهات المدنية والسياسية والمهنية لتوحيد الرؤية وتحديد الشخصيات الفاعلة.

تنسيق العمل الأهلي

انطلقت في بلدة الثعلة بالريف الغربي للسويداء مرحلة جديدة من العمل الجماعي المنظم، مع الإعلان عن تأسيس الهيئة العامة الاجتماعية في البلدة بعد سلسلة من الاجتماعات التي عقدها أهالي البلدة.

ويهدف تأسيس هذه الهيئة إلى تولي مسؤوليات إدارة وتنسيق ومراقبة العمل الإداري والمدني في البلدة، بهدف تلبية احتياجات السكان بأسلوب مستدام وشامل.

وفي أول اجتماع موسع للهيئة تم تشكيل لجنة متابعة تتولى الإشراف على تنفيذ القرارات لضمان الشفافية في تنفيذها، ولجنة خدمية تعمل على تحسين الخدمات العامة والبنية التحتية، إضافة تشكيل لجنة إغاثة لدعم الحالات الطارئة وتقديم العون للأسر المحتاجة، بمفهوم يتجاوز

الدور التقليدي لتوزيع مواد الإغاثة، وأُسندت للهيئة مسؤولية مراقبة أداء الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية في البلدة للتأكد من كفاءة إيصال المساعدات إلى مستحقيها.

واعتمدت الهيئة نموذج فرق العمل التخصصية لتنفيذ مهامها، حيث تتمتع هذه الفرق بالاستقلالية اللازمة لوضع وتنفيذ خططها، مع الخضوع للرقابة العامة لضمان كفاءة الأداء ومنع تداخل الأدوار، وتشجع الشباب والسيدات على العمل في هذه الفرق لتعزيز روح الابتكار والمبادرة.