لكل السوريين

أردوغان يسقط في الشعبوية للتغطية على ورطة إدلب

الرئيس التركي يهدد بأن النظام السوري سيدفع ثمن هجماته ضد قواته في إدلب.

أظهرت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن الهجوم الدامي على قوات بلاده في إدلب حجم التخبط السياسي للنظام التركي وأن لا خيارات أمامه للخروج من مأزق تهديداته دون الصدام مع روسيا، خاصة أنه طلب من موسكو الابتعاد عن طريق أنقرة في سوريا.

ويقول مراقبون إن هذه التصريحات الشعبوية الجديدة للرئيس التركي تهدف إلى التغطية على عجزه أمام تقدم قوات النظام السوري المدعومة من روسيا بعد الخسائر الكبيرة لعناصر جيشه في إدلب.

ولم يتوقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن اعتماده سياسة التهديد بالقوة والتصعيد في وقت منيت فيه قواته في سوريا بهزائم متتالية وضربات موجعة.

وأكد أردوغان أن النظام السوري “سيدفع ثمن” هجماته ضد القوات التركية بعد مقتل 35 من الجيش التركي في إدلب.

وبداية الأسبوع الحالي؛ أعلنت تركيا أنها دمرت “منشأة للأسلحة الكيميائية” تابعة للنظام في شمال شرق البلاد، رداً على ضربات جوية أسفرت عن مقتل أكثر من 30 عسكرياً تركياً الخميس.

وقبله بـ 24 ساعة؛ دمرت القوات التركية “منشأة للأسلحة الكيميائية واقعة على بعد 13 كلم جنوب حلب، فضلاً عن عدد كبير من الأهداف الأخرى التابعة للنظام”، كما أعلن مسؤول تركي كبير رفض الكشف عن هويته لصحافيين، بدون أن يعطي المزيد من التفاصيل.

وأعلن الرئيس التركي أنه طلب من روسيا “الابتعاد من طريقنا” في سوريا خلال مكالمة هاتفية مع فلاديمير بوتين في أعقاب مقتل العشرات من جنوده في إدلب.

وقال في خطاب في اسطنبول “قلت لبوتين: ماذا تفعلون هناك؟ إذا كنتم تريدون إنشاء قاعدة، فهيا افعلوا ذلك، لكن ابتعدوا من طريقنا. اتركونا لوحدنا مع النظام (السوري)”، مضيفاً أن القوات السورية “ستدفع ثمن” هجماتها ضد القوات التركية.

وتتناقض تصريحات أردوغان بشأن تهديده بأن النظام السوري سيدفع الثمن مع نتائج المحادثات التي يجريها مسؤولون أتراك وروس بشأن التصعيد في إدلب.

وأعرب الروس والأتراك عن أملهم في “خفض التصعيد” في سوريا خلال لقاءات جمعت بين مسؤولين من البلدين في الأيام الأخيرة في العاصمة التركية أنقرة.

ويواصل أردوغان سياسته في ابتزاز الأوروبيين بتأكيده على أنه سيبقي الحدود إلى أوروبا مفتوحةً أمام المهاجرين.

وقال إن حوالي 18 ألف مهاجرا عبروا الحدود من تركيا إلى أوروبا مؤكدا أن بلاده لا يمكنها “التعامل” مع موجة جديدة من النازحين السوريين.

ويوظف أردوغان ورقة اللاجئين كوسيلة ضغط على الأوروبيين، كلما تعمقت خسائره السياسية في أكثر من ملف حيث فتح الآن الأبواب أمام الحدود التركية وعدم اعتراض اللاجئين برا أو بحرا بعد خسائره الميدانية في سوريا.

ويواصل آلاف اللاجئين والمهاجرين، التوجه إلى ولاية أدرنة التركية الحدودية مع اليونان، بهدف العبور إلى أوروبا.

وأوضح أن مئات المهاجرين أمضوا ليلتهم بالقرب من معبر “قابي قوله” الحدودي التركي مع اليونان، ثم توجهوا في ساعات الصباح إلى المعبر اليوناني.

وحاولت الشرطة اليونانية ردع آلاف المهاجرين الذين كانوا يحاولون عبور الحدود مع تركيا باستخدام القنابل المسيلة للدموع، فيما رمى بعضهم الحجارة باتجاه قوات الأمن.

صحيفة العرب