لكل السوريين

ارتفاع أسعار إيجارات المنازل يزيد من معاناة عوائل نازحة

الرقة/ مطيعة الحبيب  

لاتزال أغلب العوائل المهجرة تعاني من غلاء المنازل وعدم قدرتهم على تأمين مأوى لهم، ويعود ذلك لارتفاع أسعار الإيجارات من جانب وتدني المستوى المعيشي من جانب آخر.

وتلجأ عدة عوائل ولا سيما النازحة من بقية المناطق السورية الأخرى والتي اختارت مناطق شمال شرقي سوريا للمكوث بسبب الوضع الأمني المستقر فيها قياسا بالمناطق الأخرى؛ لاتخاذ المنازل المدمرة كمساكن لها بعد أن عجزت عن استئجار منازل غير مدمرة.

ومن هذه العوائل، عائلة نورة الصالح، وهي نازحة من ريف محافظة دير الزور الشرقي، وتحديدا منطقة البوكمال الحدودية مع العراق، والتي استقر بها الحال في الرقة بعد موجة نزوح جديدة.

ولم تنتهي معاناة نورة البالغة من العمر 62 عاما بعد الاستقرار في الرقة، حيث أدى الغلاء الفاحش ولا سيما ارتفاع أسعار إيجارات المنازل لاتجاهها للسكن في منزل مدمر في أحد أحياء الرقة.

صحيفتنا التقت بنورة، التي تقيم في بقايا منزل مدمر، لا يختلف عن الذين يسكنون في العراء، وتقول نورة “لدي ولدين وعشرة أحفاد، ونسكن كلنا في هذا المنزل المدمر، الوضع المعيشي فرض علينا هذا الواقع السيء، إحدى طفلات ابني تعاني من مشاكل قلبية، وتبلغ هذه الطفلة من العمر 9 سنوات، وخضعت لعملية قلب مفتوح وتحتاج لتأمين الدواء، ونحن عاجزون عن تأمينه”.

وتضيف “أتكفل أنا برعاية الطفلة الصغيرة بعد وفاة والدتها في الحرب قبل أعوام، ومنذ مجيئنا إلى الرقة ونحن نعاني من مشكلة البيوت، لا نستطيع استئجار منزل بسبب غلاء الأسعار، والجميع يريدون الإيجار الشهري بالدولار الأمريكي”.

وتردف “كنا نأخذ المنازل الأقل ضررا، ونقوم بترميمها على قدر استطاعتنا، ولكن بعد فترة قصيرة نفاجئ بأن صاحب المنزل يريده، وهذا ما زاد من مصاعبنا”.

وتتابع “مع مرور الوقت كنا نتنقل من مكان إلى آخر للحصول على بيت متضرر دون دفع مبالغ مالية إن كان في المدينة أو في الريف، أما في يومنا هذا بسبب غلاء الأسعار واستغلال أصحاب المكاتب العقارية والازدحام السكاني وتكاثر السكن العشوائي وتدخل العملة الأجنبية لم يعد هناك مراعاة في الأوضاع المعيشة”.

وتكمل “اليوم أعيش أنا وأسرتي في بيت مؤلف من غرفتين ليستا مؤهلتين للسكن، ولا يوجد فيهما نوافذ ولا أبواب تقينا برد الشتاء وحر الصيف اللاهب كما هو الحال الآن”.

واختتمت حديثها “ناهيك عن غلاء الإيجار نقوم بدفع مئة ألف ليرة سورية كل ثلاثة شهور، واليوم مهددين بإخلاء المكان أو دفع مبلغ أكبر في حال الرفض علينا تسليم البيت لأصحابه أين المفر والوضع المعيشي والظروف وغلاء الأسعار لا تسمح لنا أن نعيش في منزل أفضل”.

وتعد مدينة الرقة من أكثر المحافظات السورية التي تشهد تواجدا للنازحين من مناطق الداخل السوري، وترغب عوائل كثر للسكن في المدينة بسبب قلة الدعم الأممي للمخيمات الموجودة في شمال شرقي سوريا، حيث أن “الوضع في المدينة يسمح نوعا ما بوجود مصادر دخل، وعلى أقل تقدير التسول”، حسب ما أوضحت نورة.