لكل السوريين

بيع الكلى.. ظاهرة جديدة تحط الرحال في إدلب

إدلب/ عباس إدلبي 

في حدث يعد فريد من نوعه في المجتمع السوري، أقدم الشاب مصعب م.م على بيع كليته بمبلغ 15 عشر ألف دولار أمريكي لعجزه عن سداد ديونه المستحقة.

وقال المحامي ع .ن عبر تصريح لأحد الإعلاميين، “إن الشاب مصعب جاء إليه بطلب غريب، وهو إجراء معاملة لبيع كليته في الرابع عشر من شهر آب الحالي”.

ويضيف “عند سؤاله عن السبب، أجاب الشاب أنه لا سبيل لديه سوى بيع كليته لسداد ديون تراكمت عليه، وأن أصحاب الديون أقدموا على التهديد برفع دعوة قضائية أمام المحكمة في حال لم يدفع المبلغ خلال شهر آب، الأمر الذي أجبر الشاب على الإقدام على تلك الخطوة”.

وحول الآلية القانونية لمثل هذه الحالة، قال المحامي إن القانون السوري يجرم مثل هذه الحالة لما لها من أضرار على الشخص، ومسؤولية قانونية على من يسعى لمثل هذه الحالات، الأمر الذي دفع الشاب لاستبدال كلمة بيع بكلمة تبرع والسفر لتركيا لإجراء العمل الجراحي.

وتكررت هذه الحالة في أرياف مدينة إدلب، الخاضعة لسيطرة مرتزقة تحرير الشام المدعومة من قبل الاحتلال التركي في الفترة الأخيرة.

وقال سامر، وهو مرشد اجتماعي، لمراسلنا إن “إقبال البعض من الشباب ولا سيما أرباب المنازل على بيع كلاهم يؤكد أن المنطقة باتت تعيش في فقر تام، حيث تجد من يضطر ليبيع كليته أو أحد أعضاء جسمه لسداد ديون أو تأمين لقمة عيش يوحي أنه لابد من إيجاد حل شامل للقضية بأسرها وللمعاناة المتفشية”.

وتعيش مناطق شمال غربي سوري في حالة فقر مدقع، ويعود ذلك لعدة أسباب، أبرزها استمرار فرض التعامل بالليرة التركية على السوريين في شمال غربي البلاد، بالإضافة إلى سوء الأحوال المعيشية في عموم سوريا، وإدلب على وجه الخصوص.

وتخضع منطقة شمال غربي سوريا لسيطرة مرتزقة هيئة تحرير الشام الإرهابية، بالإضافة إلى فصائل مرتزقة مدعومة من قبل الاحتلال التركي أيضا.

ويقطن في المنطقة ما لا يقل عن 4 مليون مهجر من مختلف المحافظات السورية، وسط تحذيرات دولية من حدوث مجاعة كارثية.