لكل السوريين

أحمد قدور” المصالح الدولية والتغيرات السياسية تؤخر حل الأزمة السورية، والتقارب التركي السوري لن يخدم المنطقة وسيعمق جراح السورين”

حاوره/ أحمد سلامة

أكد أحمد قدور رئيس مكتب البلديات والانتخابات في حزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري ، أن السياسة التركية هي دائما تتغير وتتبلور بحسب الوضع السياسي على الأرض، ورأينا كيف كانت تلعب على ورقة المعارضة  المسلحة في الفترة الماضية، ولكن عندما تتعارض مصالحه مع مصالح أي طرف أخر، تقوم بضرب كافة المعاهدات والمواثيق5 التي تربطها بأي حليف لها أو طرف تدافع عنه، وهذا ما لاحظناه  في التصريحات الاخيرة لرئيس وزراء تركيا جاويش أوغلو ، عن التقارب التركي السوري  ضاربا بعرض الحائط كل الوعود التركي للمعارضة  في السنوات الماضية، وذلك من خلال حوار لصحيفتنا مع أحمد قدور رئيس مكتب البلديات والانتخابات في حزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري ، أوضح من خلاله عن سياسة تركيا الاستعمارية في المنطقة ، وما تقوم به من أعمال اجرامية بحق السورين في شمال وشرق سورية، حيث جاء نص الحوار كما يلي :

 – سياسة التناقضات والمصالح الدولية ما مدى دورها للعمل على انهاء الازمة السورية؟

استمرت الازمة السورية لهذا الأمد الطويل  بفعل المصالح الدولية ،فكل يسعى لتحقيق مصالحه في سوريا، حيث نجد ان جميع اللاعبين في الازمة السورية من أمريكا وروسيا وتركيا وإيران لديها استراتيجية تدعم أهدافها ومصالحها ولا تدعم الحل السياسي في سوريا، الكل يعرف أن المصالح الدولية هي التي ساهمت بتأخير حل الازمة السورية، لان القوى الاقليمية تتضارب مصالحها في سورية، فهناك الولايات الامريكية من جانب وتركيا من جانب أخر ، ونلاحظ روسيا وإيران من الناحية الأخرى ، فهذا يدل على وجود مصالح خارجية تسعى لإبقاء الازمة السورة أكبر مدة ممكنة، ومن المتوقع رسم خارطة جديدة للعالم لاسيما أننا على مشارف انتهاء اتفاقية لوزان.

– التحولات السياسية في موقف الاحتلال التركي بشأن المعارضة والدعوة لوساطة مع حكومة دمشق، لماذا برأيك؟

تركيا تسعى لعودة العلاقات مع حكومة دمشق وذلك عبر التضحية بالعارضة السورية، التي كانت تركيا هي الملاذ والداعم لها وهذه الوساطة جاءت بعد انتشار القوات السورية إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية للدفاع عن الأراضي السورية ضد الهجمات التركية فتركيا عبر تصريحات جاويش تقوم بمقايضة المعارضة، بتحسين العلاقات التركية السورية وذلك لتحصل تركيا على إبعاد القوات السورية عن الحدود وترك قوات سوريا الديمقراطية، لتواجه بمفردها الهجمات التركية الهمجية على المنطقة كما يحدث بشكل يومي من القصف العنيف التركي الذي لا يهتم للمدنيين، فالمعارضة بالنسبة لتركيا تبقى أداة لتحقيق مصالحها في الاراضي السورية، ولذلك من الطبيعي أن تضحي بها الحكومة التركية عند أي خطر يهدد أهدافها التوسعية في المنطقة، فالمحتل التركي يسعى دائما لخطط همجية وعنيفة وخاصة بضرب المدنيين الأمنيين في بيوتهم، وكما رأينا المسيرات تقصف مناطق شمال وشرق سورية مخلفة أضرار بشرية ومادية.

– القرار 2254 يتحدث عن حل سياسي في سورية، تدعي دولة الاحتلال بأنها ملتزمة بقرارات الامم المتحدة، وهي تقصف عسكريا المدنيين، قراءتك لذلك؟

ان القرار ٢٢٥٤ إنما هو لأنهاء الازمة السورية، عبر الانتقال السياسي للسلطة وإنهاء النزاع ووقف إطلاق النار في كافة المناطق السورية، ووصول المساعدات الإنسانية لمن يحتاجها في جميع المناطق السورية، إلا أن تركيا ومن خلال قصفها للمدنيين والمناطق في شمال وشرق سورية، هو إبقاء فتيل الحرب واستمرار النزاع وذلك لتحقيق أهدافها الاستعمارية، وتركيا تتغذى على الفتنة وأثارت النعرات الطائفية بين مكونات الشعوب، من أجل الوصول لغاياتها التوسعية في المناطق السورية كافة على وجه العموم وشمال وشرق سورية على وجه الخصوص.

_ هل يعتبر تصريح مولود جاويش أوغلو نسف لجنيف 1 والقرار 2254؟

باعتقادي نعم، لان جميع القرارات كانت تدعو للانتقال السياسي للسلطة وإجراء مفاوضات لأنهاء الازمة السورية اما المصالحة فتراها المعارضة استسلام دون قيد او شرط، وإنهاء للثورة التي دامت اكثر من احد عشر عاما وبدعم تركي لفصائل المعارضة، فالحكومة التركية تسعى لتقف بوجه التفاهم الذي من شأنه أن يحل الازمة السورية ألا وهو التقارب بين قسد وحكومة دمشق، فالتركي يسعى لإبقاء المنطقة في حالة حرب وعدم استقرار لتحقيق اهدافه في إعادة السلطة العثمانية التي يتغنون بها، ولكن بوعي الشعب وتفهم الاوضاع السياسية والمؤامرة التي تحاك من  دولة الاحتلال التركي، نستطيع الوقوف والصمود في وجه هذه التحديات.

_التقارب السوري التركي هل تعتقد تركيا ستلتزم بكافة المواثيق والاتفاقات فيما لو تم انسحاب تركيا من المناطق التي تحتلها في سورية، وهل ستتنازل عن أهدافها التوسعية؟

إلى الآن لا يوجد تقارب تركي سوري واضح، بعض التسريبات  للقاءات على مستوى وزراء الخارجية، ولكن تركيا لن تلتزم الا بما يخدم مصالحها في المنطقة،  وهي تسعى للحصول على اكبر قدر من الأراضي السورية، لذلك لا أتصور انسحاب تركيا من المناطق التي تسيطر عليها الا بالقوة والمواجهة، الركيزة الأهم في هذا التقارب هو أنه يعتبر خطوة ايجابية لوقوف السوريين يد بيد في مواجهة المحتل التركي، كونه يعتبر العدو الأخطر والأكثر طمعا واحتلالا للأراضي السوري، فلابد من تكاتف جميع فئات ومكونات سورية في مواجهة المحتل التركي، فالسورين معنيين كافة في محاربة المحتل، والمحافظة على وحدة الأراضي السورية.

_اندلاع التظاهرات على خلفية تصريح جاويش أوغلو، جوبهت باعتقالات ماذا يشير ذلك؟

اندلاع التظاهرات وحرق العلم التركي، هو رد طبيعي على تصريحات جاويش، ولكن طريقة الرد التركية عليها مثل الاعتقالات والحكم بالإعدام لمن حرق العلم ، هو يدل على ان من يعارض تصريحات جاويش سينال أشد العقوبات التركية، وهذا يدل على الذهنية الاجرامية التركية، وسجون الاتراك تعج بالسورين الوطنيين، الذين يدافعون عن وحدة الاراضي السورية كافة، فليس بجديد على دولة الاحتلال التعامل بعنف مع مكونات الشعب في شمال غرب سورية، فهم دولة احتلال بالنهاية ولا يهمهم إلا مصالحهم ، فهم أبعد ما يكونون عن الديمقراطية، على عكي ما يتمتعون به سكان مناطق شمال شرق سورية في مناطق الإدارة الذاتية.

_ ما هو السبب الذي دفع أنقرة للتصريح بضرورة المصالحة بين المعارضة ودمشق؟

هناك العديد من الأسباب اولها التقارب بين قسد وحكومة دمشق في صد الهجمات التركية على الأراضي السورية ومحاولة تركيا إعادة بناء العلاقات مع حكومة دمشق وذلك لإبعاد القوات السورية عن الحدود واستمرار تركيا بقصف شمال وشرق سوريا وايضا نظرة تركيا إلى فشل المفاوضات بين المعارضة وحكومة دمشق دفع بها إلى استخدام الوساطة للمصلحة بين المعارضة وحكومة دمشق ليتسنى لها تحقيق أهدافها الاستعمارية وإنهاء اي دور للمعارضة، فهذا كله يدل على أن تركيا تسعى لتكون سد منيع وتعرقل التقارب السوري السوري بين قسد وحكومة دمشق ، وهو يبشر ببوادر التفاهم والتقارب بين وجهات النظر السورية.

_ موقف الولايات المتحدة الامريكية من التصريحات التركية بشأن المصالحة التركية السورية، هل يمكن أن يكون لها دور فيما لو تم اعتماد سياسة الوسطاء لحل الازمة السورية، ما هو تعليقكم على ذلك؟

باعتقادي تركيا لن تنسحب من الأراضي السورية  التي احتلتها فهي تقوم بتغيير ديمغرافي واسع في تلك المناطق وهذه المصالحة لن يكون لها دور في حل الازمة السورية كما تراها المعارضة  بأنها تخالف ما جاء في القرار ٢٢٥٤، الداعي للانتقال السياسي للسلطة عبر المفاوضات كشرط اساسي للحل، وأن الحل الوحيد للازمة للسورية هو جلوس السوريين على طاولة حوار واحدة، لان الازمة السورية لاتحل إلا عن طريق الحوار السوري السوري، وما تروج له تركيا أنها تقف مع الشعب السوري قد اتضح من خلال تقلباتها السياسية في المنطقة ن ويجب على السوريين التي تقوم تركيا بتجنيدهم لأجندات خارجية، أن يسلموا سلاحهم ويقومون بالتخلص من العبودية التي تفرضها عليهم تركيا، والعودة للطريق السليم والصحيح الا وهو الحوار السوري السوري ، وعدم السماح للاحتلال التركي بمس كرامة و كبرياء المواطن السوري مرة أخرى خاصة بعد كشف كذب السياسة التركية الاستيطانية.