لكل السوريين

مع دخولها شهرها الخامس.. انتفاضة السويداء مستمرة

بمشاركة واسعة من تجمعات المحامين والمهندسين والمعلمين والفلاحين والحرفيين والطلاب والقطاع الصحي وغيرهم من الوفود التي قدمت من مختلف مناطق المحافظة، احتشد المئات من أهالي السويداء في ساحة الكرامة وسط المدينة في تظاهرة يوم الجمعة المركزية، ودعت الحشود إلى التغيير السياسي، وأكدت على مطالب الحراك الشعبي الذي دخل شهره الخامس على التوالي.

وتميّزت هذه التظاهرة بتقديم مشاهد كرنفالية تخللتها مظاهر الاحتفال بأعياد رأس السنة.

ورغم تناقض اللافتات والهتافات التي برزت هذا الأسبوع بين الشعارات المطالبة بحل شامل للقضية السورية استناداً إلى القرارات الأممية التي كانت عنواناً للحراك منذ أيامه الأولى، وبين لافتات وهتافات دعت إلى حلول محلية ومناطقية، استمرت التظاهرة المركزية دون حدوث أي خلاف بين المتظاهرين يمكن أن يؤثر على زحمها.

واعتبر المتظاهرون أن السويداء تعيش حالة سياسية غير مسبوقة من خلال حراكها السلمي الذي أتاح للمجتمع التفكير بصوت مرتفع، والعمل بالسياسة، وطرح الرؤى بكل حرية، ولا بد لهذه الحالة المميزة أن تحافظ على طابعها الحضاري وتنوعها، فالساحات تتسع للجميع.

الحراك الشعبي مستمر

واصل المحتجون وقفتهم اليوميّة في ساحة الكرامة للمطالبة بالحرية والتغيير السياسي وتطبيق القرار الدولي 2254.

ونفّذ نشطاء ومعلمون وقفة أمام مبنى مديرية التربية بالسويداء، احتجاجاُ على “تعنت المدراء وإصرارهم على ترديد الشعارات بالمدارس” وفق نص الدعوة التي أطلقوها.

وشهدت مدينة شهبا في موعدها المعتاد مظاهرة مركزية، وشاركت وفود من مختلف مناطق المحافظة وفعالياتها بالمظاهرة التي جابت  شوارع المدينة وطالبت بالتغيير السياسي وتطبيق القرار الدولي 2254، وهتف المحتجون للحرية وطالبوا بالإفراج عن المعتقلين.

ونفّذ تجمع شباب الريف الشرقي وقفة احتجاجية مسائية في قرية بوسان بريف السويداء الشرقي طالبوا فيها بالتغيير السياسي، ورفعوا خلالها صورة القائد سلطان باشا الأطرش على مبنى بلدية القرية.

وفي بلدة بكا بريف المحافظة الجنوبي، افتتحت مجموعة من الحراك برفقة أهالي البلدة “مركز بكا الخدمي” في مبنى فرقة حزب البعث المغلقة، ويتضمّن المركز نقطة طبيّة تقدم خدماتها للأهالي بشكل مباشر، وصالة رياضيّة تتسع لأكثر من مئة شخص، وفق ما أفاد به أحد الناشطين من البلدة.

واستبدلوا الشعارات والرايات القديمة في المبنى بلوحات فنيّة حملت شعارات “سورية موحدة” “سوريا للسوريين”، صمّمها فنانون ناشطون من المنطقة.

وقامت المجموعة بالتعاون مع الأهالي بزراعة الأشجار في محيط المركز الخدمي الجديد.

وفي بلدة شقا شمال شرقي السويداء حوّل الأهالي مبنى فرقة حزب البعث المغلقة إلى مقر خدمي لخدمة كافة شرائح المجتمع.

يذكر أن صفحات غير معروفة، بدأت بمحاولات تشويه انتفاضة السويداء، ونشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أخباراً ملفّقة حولها، واتهمتها بأنها “ثورة الدروز”، واتهامات أخرى تتناقض تماماً مع مسيرة الحراك الشعبي منذ بدايته، والشعارات التي رفعها، ومشاركة أهالي المحافظة في الحراك بكافة أطيافهم ومكوناتهم الاجتماعية.