لكل السوريين

تكبدوا خسائر فادحة.. الجفاف يصيب مزارعو المنطقة الوسطى بخيبة أمل

يترقب المزارع سليمان القاضي وهو اسم مستعار لمزارع من منطقة السلمية، بشكل يومي نشرة الطقس على هاتفه المحمول، كونه يملك أرضاً يزرعها بمحاصيل زراعية في مقدمتها القمح والشعير، وتعد الزراعة، مدخولاً سنوياً يعينه على تأمين احتياجات عائلته.

وقال إن زراعته ترتبط بالهطولات المطرية الشتوية، التي تساهم في نموها وإنتاجها، لكن انخفاض نسبه الهطل المطري يهدد محصولي الزراعي، ولا سيما أنني استدنت الحبوب والأسمدة من التجار، بهدف زراعة الأرض وسدادها عند الحصاد حسب الاتفاق.

وأضاف أنه “خلال العام الماضي، لم تكفِ منتوجات المحاصيل الزراعية التكاليف الموضوعة، بمعنى أن نسبة الربح ضعيفة جداً، وكان مصراً على إيجار أرضه الزراعية لهذا العام عوضاً عن زراعتها، لكنه لا يستطيع فالأرض ترتبط به ولا عمل له سوى الزراعة”.

ويواجه المزارعون في أرياف حماة وحمص، تحديات كبيرة نتيجة شح الهطولات المطرية المعتادة خلال فصل الشتاء، حيث انخفضت إلى مستويات قياسية خلال الأعوام الزراعية الماضية، ما ساهم في تراجع إنتاج مختلف أنواع المحاصيل الزراعية، فضلاً عن تأثرها بموجات الصقيع.

وتسبب شح الهطولات المطرية في استنزاف مخزون المياه الجوفية من قبل المزارعين الذين بدؤوا يكثفون عدد الآبار بغية تغطية الأراضي الزراعية التي كانت تعتمد على الزراعة البعلية، مستخدمين الطاقة الشمسية التي وفرت عليهم تكاليف باهظة، ما زاد استهلاك المياه الجوفية في الزراعة.

وبلغت نسبة الهطل المطري التراكمي إلى السنوي، خلال هذا العام بأحسن أحوالها، 45 %، في 5 و6 و7 من شهر شباط الماضي، لكنها في الغالب كانت تتراوح بين 30 و35 %، ما يعني أن الهطولات المطرية منخفضة بشكل كبير، ما انعكس سلباً على القطاع الزراعي في المنطقة.

ونسبة الهطول المطري 45 % من المعدل السنوي في أغلب المناطق، تعتبر نسبة قليلة، بعد انقضاء أغلب فصل الشتاء، ولا سيما شهري كانون الثاني وشباط.

رغم أن توزع الأمطار كان مقبولا إلى حد ما، باستثناء انقطاع الهطول المطري من تاريخ 29 تشرين الثاني حتى 21 كانون الأول، حيث كانت نسبه الهطول المطري ضعيفة جداً ولم تتجاوز 2 ملم، ما وضع المزارعين في موقف محرج للغاية، وخاصة أن ذلك التوقيت يرتبط بوقت البذار.

وأثر تراجع معدلات الهطول على مياه الآبار، حيث يعتمد المزارعين في أرياف حمص وحماة على الآبار في ري أراضيهم في حال تأخر الأمطار.

وفي السابق، كان المزارعين لا يفكرون في ري أراضيهم، نتيجة وفرة الهطولات المطرية في المنطقة الوسطى، وأمام تراجع معدلات الهطول في العامين السابقين دفع معظم المزارعين إلى العزوف عن الزراعة، والعمل في مهن مختلفة.

إلى ذلك، يبقى المزارعون أمام محنة كبيرة، تحيكها تحديات واقعية متأثرةً بالتغيرات المناخية والبيئية التي ما زالت تحاصرهم من كل حدب وصوب، وتهددهم بالجفاف، في وقت تمثل الزراعة مصدر رزق لمعظم سكان المنطقة.