يعاني معظم أهالي محافظة درعا من تردي أوضاعهم الصحية بسبب ارتفاع أسعار الأدوية وأجور كشف الأطباء والمختبرات الطبية، حيث لا يسعفهم وضعهم المادي بتوفير هذه النفقات في طل الظروف الاقتصادية السيئة التي يمرون بها، مما دفع بالكثيرين منهم إلى الاستغناء عن زيارة الطبيب، واللجوء إلى الحلول البديلة لتشخيص حالتهم، فلجأ الكثيرون إلى الصيدلاني للتشخيص ووصف الدواء لهم، كونه يتعامل مع الدواء بشكل مباشر، ولديه خبرة بتركيبه. ويقول أحدهم “أنا لا أذهب إلى الطبيب، لأن أجور المعاينة صارت 25 ألف ليرة، لذلك صرت ألجأ إلى الصيدلي الموجود في الحي، وأخبره بمشكلتي ويعطيني الدواء المناسب”.
بينما لجأ آخرون إلى وسائل التواصل الاجتماعي لتشخيص حالتهم، كما تقول سيدة من المحافظة “نحن آلاف السيدات ضمن ملتقى على الفيس بوك، وعندما أتعرض لوعكة صحية أطرحها ضمن منشور وأتلقى الإجابات من سيدة في الملتقى عانت نفس المرض أو طبيبة أو صيدلانية، فتقوم بطرح رأيها وطريقة العلاج، ولا احتاج للذهاب إلى الطبيب، ولا أدفع كشفية هائلة له مقابل زيارته لمدة لا تتجاوز 5 دقائق”.
وتشير السيدة إلى المثل الشعبي الشهير “اسأل مجرب ولا تسأل حكيم”.
الصيادلة بين القبول والرفض
يختلف موقف الصيادلة من بيع الدواء دون وصفة طبيب، فيوافق بعضهم ويرفض آخرون.
ويشير عدد من الصيادلة في المنطقة الشرقية من المحافظة إلى أن “تعاطفهم وإشفاقهم على الناس، خاصة أصحاب الدخل المحدود، يدفعهم لمساعدتهم ووصف الأدوية لهم، وإعطائهم العلاج من دون وصفة طبية”.
ويبرر أحدهم ذلك بأن الطبيب يرهق المريض بكشفيته، ويزيده إرهاقاً بطلب تحاليل وصور، يعتبرها المريض لا حاجة لها.
ويقول صيدلاني آخر “معظم من يرتاد صيدليتي، هم من الفئة الفقيرة مادياً، أضطر لأخذ دور الطبيب في تشخيص المرض وإعطاء العلاج المناسب، فأنا أعلم أنه ليس بمقدورهم زيارة الطبيب ودفعه كشفيته”.
ويرفض صيادلة آخرون صرف الدواء دون وصفة من الطبيب، وتقول صاحبة صيدلية “أنا كصيدلانية لا أجرؤ على وصف الدواء، إلّا اذا كانت الحالة بسيطة كالزكام والسعال مثلاً، أنا والطبيب نكمل بعضنا، ولا يلغي أحدنا دور الآخر، فزيارة الطبيب مهمة جداً للمريض”.
وتبرر نقابة الأطباء ارتفاع أجور المعاينات بعدم وجود لجنة مشتركة بين نقابة الأطباء ووزير الصحة وممثلين عن نقابة العمال ووزارة المالية، فالقرار يصدر عن وزير الصحة.
وتشير إلى أن معظم الأطباء يتقاضون أجور معاينات منطقية، ويعتبرها بعضهم قليلة بالنسبة لهم، وتؤكد أن إي شكوى تصل إلى النقابة بهذا الخصوص تتم معالجتها، وإنهاء الخلاف بين الطرفين بشكل ودي.