لكل السوريين

بعد سنوات من انتهاء الأعمال الحربية.. الألغام لا زالت خطر على أهالي حماة

حماة/ جمانة الخالد

لا يزال خطر الألغام مصدر قلق لأهالي ريف حماة، ومن ضمنهم المزارعون الذين تعرضوا لخسائر بآلياتهم الزراعية بسبب الألغام، ومنهم من قُتل متأثرًا بإصابته بها، دون جهود ملموسة لإزالتها من المنطقة رغم مرور خمس سنوات على انتهاء الأعمال العسكرية فيها.

تكررت حوادث انفجار الألغام في ريف حماة وتسببت بمقتل عددا من المزارعين ومربي الأغنام والأهالي وتعود الألغام لفترة الحرب التي دارت في المنطقة.

تفتقد المنطقة لجهود حكومية لنزع الألغام التي تهدد آلاف الأهالي في المنطقة رغم انتهاء الأعمال العسكرية منذ سنوات.

وبحسب تقرير أصدره المركز “الأورومتوسطي لحقوق الإنسان“، فإن سوريا تعرضت لتلوث شديد بالألغام الأرضية، “نتيجة الحرب التي بدأت في 2011″، قُتل فيها 2637 مدنيًا، بينهم 605 أطفال و277 امرأة، جراء انفجار الألغام بين آذار 2011 وآذار 2020.

يتخوف الأهالي من انفجار الألغام، خاصة خلال مرحلة الحراثة أو تحميل المحاصيل بسيارات زراعية، حين تدخل السيارات إلى الحقل الزراعي. ورفض عدد من أصحاب الجرارات والحصادات دخول مناطق كانت منطقة صراع لا سيما النقاط وخطوط التماس. بسبب تكرار حوادث تضرر آليات زراعية وراكبيها.

واقتصرت مكافحة آثار المعارك لا سيما بريف حماة الشمالي، على رصدها من قبل السكان المحليين، لكن خطرها يبقى مدفونًا تحت طبقة ترابية طالما لم يتمكن المدني أو المزارع من رصدها.

حيث لم يكن التعامل مع الألغام منظمًا عبر جهات مختصة، إنما تعمل بعض الفصائل المحلية على تفجير الألغام المرصودة إذا اكتشفها المزارعون أو الرعاة في حين يبقى الخطر مستمرًا بالنسبة للألغام المخفية.

وتكمن الخطورة  بأن الألغام زرعت بطريقة عشوائية أي دون خرائط تحدد أماكن وجودها حتى تجري إزالتها لاحقًا. وانخرطت العديد من الجهات بزرع الألغام في المنطقة، ولم تنظّم أي جهود من قبل وحدات الهندسة لتفكيكها إذ يحتاج التعامل والكشف عن الألغام لخبرات وأجهزة غير متوفرة لدى السكان، بحسب السكري.

ولم يقتصر خطر الألغام على المناطق الزراعية، إنما شملت المدن والمدارس، إذ سبق وسجلت المنطقة حالات لانفجار ألغام، أو قذائف من مخلفات القصف، أصابت عددًا من الأطفال.

ويتخوف السكان وخاصة في مناطق كانت خطوطًا للجبهات سابقًا من وجود ألغام، إذ يرفض بعضهم العمل فيها، في حين يجبر المزارعون على العمل في أراضيهم الزراعية، رغم مخاطر وجود ألغام لم تتعامل الحكومة معها بشكل جدي.