لكل السوريين

في مصياف.. تقصيرٌ حكوميّ يُهجّر المزارعين من أراضيهم!

حماة ـ حكمت أسود

لأنّ الأرض الزراعية ثروة حقيقية لا تُعوّض، ولأنّ الفلاح هو رمز العطاء اللامتناهي، تنفذ الجهات المعنيّة بشؤون الزراعة في بلدنا مجموعة من الإجراءات المعاكسة التي ترتدُّ سلباً على المحصول الزراعي ومواسم المزارعين والتي تُصنف الدخل الوحيد لهم.

حيث أُصيب الفلاحون في ريف مصياف، باليأس والإحباط بسبب العراقيل والصعوبات التي يعانون منها أثناء تفكيرهم بزراعة الأرض، حيث يتساءل أغلبهم، من أين نبدأ وعن ماذا نتحدث وبماذا نطالب ؟، هل نتحدث عن أزمة المحروقات التي تتفاقم عاماً بعد الآخر أم عن نقص الأسمدة وضعف فعالية الأدوية وغياب لخطط التسويق ، وكذلك المبيدات الحشرية أو بالأحرى غياب دور الإرشاديات بالكامل ، كل هذه العوامل تضافرت مع بعضها لتؤدي إلى نتيجة واحدة وهي ملل الفلاح من أرضه وتفكيره بجدية في تركها بوراً والانصراف للعمل في مجال آخر لأنه لم يعد يعقد آماله على محاصيل كانت تعيل أُسراً بأكملها في السابق.

بدوره قال الفلاح “غيث”: “هل من المعقول أن يوزع ليتر أو ليتر ونصف مازوت لكل دونم أرض لمحصول القمح الذي يعد محصولاً استراتيجياً يتوجب تأمين كل مستلزماته، فإن كان الوضع هكذا مع القمح، فكيف سيكون الوضع مع محاصيل أخرى!؟”.

من جهته تحدث المزارع “سليمان” عن مطالبات الفلاحين المستمرة بضرورة توفير المازوت للأشجار المثمرة التي يعتمد عليها نحو ٦٠ – ٧٠ ٪ من الأهالي في منطقة مصياف، ومن المعروف أن الأشجار المثمرة تحتاج إلى عناية طوال العام، من رش وحراثة، والفلاح غير قادر على شراء المازوت بالسعر الحر والذي وصل لحوالي ألف ليرة لـ الليتر الواحد.

كما يعاني الفلاحون في المنطقة من مشكلات عديدة، منها معاناتهم مع وجود أدوية مجهولة المصدر أو ضعف الأدوية الموجودة في الصيدليات بسبب انعدام الرقابة ما يؤدي إلى إلحاق الضرر بالمحاصيل، إضافة إلى عدم توافر المبيدات الحشرية في الوحدات الإرشادية والتي يبتعد عملها كل البعد عن هموم ومطالب الفلاحين.

في المقابل، قال رئيس الرابطة الفلاحية في مصياف “محمد المنصور” في حديثه لإحدى الصحف المحلية: “بشكل مستمر نتابع هموم الفلاحين ومطالبهم ونعمل وفق المتاح على تأمينها سواء محاولة تأمين المحروقات أو متابعة الأدوية الموجودة في الصيدليات”.

التصريح الذي أثار سخرية الفلاحين، والذي اعتبروه منفصل تماماً عن الواقع، فربما يحق للفلاح أن يفكر في هجران أرضٍ لم تبخل يوماً أن تردّ عطاءه أضعافاً، لكن تقصيراً شمل جميع النواحي من قبل الجهات المعنية جعلها تموت وتُميت من عاش في العمل بها!.