لكل السوريين

اصطياد أسماك غريبة ومنها سامة على شواطئ بانياس

تقرير/ أ ـ ن

تطالعنا صفحات التواصل الاجتماعي بين فترة وأخرى باصطياد أسماك غريبة في شواطئنا، ويصورونها وكأنها تظهر لأول مرة وتبدأ الصفحات بتناقل هذه الظاهرة الغريبة، ومنها سمكة التونا العملاقة، وغزال العملاقة ولقص رملي ضخم، وآخرها السمكة الشفافة بسيليقة.

السيد قاسم وهو صياد سمك بالقارب أكد: بأن كثيرا من الأسماك التي تصطاد من شواطئنا ليست غريبة كما يصورها بعض الصيادين ولكنها قليلة، واصطيادها نادر، والهدف ضجة إعلامية يحدثها بعض الصيادين عند اصطياد نوع غير مقيم  في مياهنا، مثل سمكة غزال العملاقة والتونا العملاقة ولقص رملي ضخم وغيرها من الأسماك، ومؤخرا تم اصطياد عدد قليل من أفراخ السمكة الشفافة على شاطئ مدينة بانياس، وظهرت أول مرة منذ عشر سنوات وتحديدا في عام 2013 مقابل شاطئ البسيط، وبين بأن هذا النوع من الأسماك يعيش في المياه العميقة تصل بين 200 – 300 متر، ويصل طولها إلى 100سم وهي من الأسماك المفترسة، لكنها غير مؤذية أو ضارة للإنسان، كذلك تم اصطياد سمكة نادرة وتم اصطيادها سابقاً من شواطئنا، واسمها الشعبي بسيليقة وهي سمكة غير مرغوبة من قبل المستهلك، على الرغم من لذة نكهتها.

السيد جمال وهو محامي وعنده هواية الصيد البحري بالسنار قال لنا: تداولت صفحات محلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ بداية الأسبوع الجاري صورة لسمكة قالوا إن أحد الصيادين اصطادها قبالة سواحل مدينة بانياس بريف طرطوس، وإن السمكة التي تمت مشاهدتها وصيدها في شاطئ بانياس هي إحدى أسماك القرش وهي من الأنواع السمكية الغضروفية المحلية الموجودة في المياه البحرية السورية بشكل طبيعي، وهذه السمكة معروفة شعبيا باسم كلاب البحر لكن ظهورها قليل، وهي ليست جديدة، وغير مهاجرة من بحار أخرى ، وطولها الكلي يتراوح من 50 إلى 70 سم، وفي بعض الحالات 150 سم، وان لها صفة تصنيفية واضحة، حيث يكون لمنخار هذه السمكة شكل الهلال، وتعد من الأسماك المجاورة للقاع على قيعان رخوة على أعماق من 60 إلى 70 مترا، وهي من الغضروفيات البياضة الولودة وممكن أن تحمل من 7 إلى 8 أجنة.

وانتشر قبل أيام على مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا صور لسمكة اصطيدت على شاطئ مدينة بانياس تبين أنها من نوع: القط البحري السام، والتي تمتلك شوارب في مقدمة وجهها موزعة على ثلاثة في كل جانب.

السيد نجدت وهو صياد سمك منذ أكثر من ثلاثين سنة قال لنا: إن سمكة السللور المخطط أو سمكة القط البحري هي من الأسماك السامة، وهي من الأسماك المهاجرة من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس، وهذه الأسماك تتمتع بقدرة على اللسع وتحتوي على سم مؤذ قد يتسبب في بعض الحالات بالموت، كما أظهرت المراقبة الميدانية أن أفراد هذا النوع لا تعيش منفردة في البحر وإنما تعيش ضمن مجموعات كبيرة، وتتخذ من المغائر الصخرية بيوتا أو ملجأ لها، في حين يصل طول السمكة إلى نحو 20 سم.

كلك ظهرت سمكة شفافة وغريبة الشكل مجددا في الساحل السوري، بعد مرور 4 سنوات على ظهورها الأول في سوق أسماك مدينة بانياس بمحافظة طرطوس.

والسيد بهاء وهو صاحب مسمكة اشترى السمكة من المزاد، أخبرنا إن السمكة ليست غريبة وإنما نادرة الظهور قياسا بالأنواع الأخرى من الأسماك التي تظهر عادة في شباك الصيادين، مشيرا إلى أن اسمها بسيليقة بحسب اللهجة المحلية، تظهر هذه السمكة نادرا، في شباك الصيادين، وبعدد محدود جدا لا يتجاوز سمكة واحدة، لكن هذه المرة خرج منها في شباك الصيادين أكثر من 2 كغ، موضحا أنه يتراوح طول كل فرد منها بين 45 – 50 سم، وطعمها طيب المذاق، لكنه لا يحظى بإقبال من الزبائن لعدم معرفتهم بها لقلة ظهورها، لو عرضته في المسمكة لن يلقى رواجا لشرائه، وهذه الأسماك لاحمة ولديها أسنان قوية، وجسمها شبه شفاف لحظة خروجها من المياه حيث يمكن تمييز الأحشاء بصورة واضحة، ثم يصبح أقل شفافية بسبب تفاعله مع الهواء.

ونشير إلى أنه قد ظهرت أسماك غريبة بشباك صيادين في شواطئ بانياس على الساحل السوري، وللمرة الأولى سجل وجود هذه النوعية من الأسماك في البحر المتوسط التي تتواجد في البحر الأحمر، فسمكة الهامور ظهرت أول مرة في سوريا، إذ يعد هذا النوع من الأسماك غريبا عن المياه السورية.

السيد جعفر وهو اختصاصي في إدارة المصائد السمكية، يقول: إن سمك الهامور من الأسماك الفاخرة التي تتميز بمذاقها الطيب، وإن اسم هذه السـمكة ليس هامور كما يروج الصيادون، وفي كل دولة يستوطن هذا النوع من الأسماك فيها يطلق عليه اسما محليا، وإن عدم وجود اسم محلي لهذا النوع من الأسماك، يعود لعدم وجودها في المياه السورية، ومؤخرا شهدت سواحل مدينة بانياس أخيرا ظهور أنواع غير اعتيادية من الأسماك في شباك الصيادين، كسمكة الشيطان، وسمكة كلب البحر، بالإضافة لاصطياد أسماك بأحجام ضخمة، وهذه ليست هي المرة الأولى التي يسجل فيها ظهور أسماك غريبة عن المياه السورية، ويعود السبب، إلى التغيرات المناخية وارتفاع درجة حرارة البحر المتوسط 5 درجات مئوية عن المعدل لتصبح قريبة من خط الاستواء، والسمكة ذات تغذية قاعية، فتتغذى على الكائنات القاعة، بسبب طبيعة الفم المتوجه نحو الأسفل، ولها دور هام في التوازن البيئي، فهي تعمل على تنظيم تواجد الكائنات ضمن القاع، بحيث لا يطغى نوع على آخر، وهذا النوع يتواجد ضمن المياه العميقة، والتي للأسف لم يتم سبرها محليا بشكلٍ دقيق حتى الآن من قبل الباحثين السوريين، لتحديد الأنواع الموجودة فيها بصورة كاملة.

يذكر أن شواطئ بانياس شهدت بدايات حزيران الجاري غزو لكائنات بحرية هلامية المظهر، الأمر الذي أثار مخاوف وتساؤلات عدة بين السكان من مرتادي البحر حول ماهية هذا المخلوق البحري المستجد ومخاطرة، قبل أن يتبين لاحقا أنه نوع خطر من القناديل يسمى بالقنديل المشطي.