لكل السوريين

العالم.. من “كيو”.. إلى كورونا

لطفي توفيق

قبل عقد من الزمن..

وقبل أن تهدأ ثورة “إنفلونزا الخنازير” التي أثارت رعب البشرية..

أطل على العالم فايروس “كيو” المسبب لإنفلونزا الماعز..

ونشر انتشاره الرعب والهلع بين البشر.

وقد تعرض العالم إلى رعب مشابه على مدى السنوات الماضية..

وفي توقيتات محددة..

“جنون البقر.. الحمى القلاعية.. الجمرة الخبيثة..

إنفلونزا الطيور.. ثم إنفلونزا الخنازير.. وإنفلونزا الماعز”

وعلى ذمة الراوي.. افتعلت أزمة إنفلونزا الخنازير

لصرف الأنظار عن ضغوط الأزمة الاقتصادية العالمية آنذاك..

وإشغال الناس عن الموضوع الخطير.. بالموضوع الأخطر.

و”فبركت” من قبل الشركات الكبرى المنتجة للأدوية..

لتكدس الملايين في خزائنها، ولو عن طريق تسويق الرعب في كل مكان.

وما حققته شركة “جلاسكو سميث كلاين” البريطانية..

وشركة “بيوتا هولدينجز” الأسترالية.. وغيرهما الكثير من الشركات الغربية من أرباح.. تؤكد ذلك.

مما دفع “راى موينهان”.. وهو أحد أشهر الكتاب في المجال الطبي آنذاك..

لإصدار كتابه “بيع المرض- كيف تُحولنا شركات الأدوية جميعاً إلى مرضى”.

تحدث الكتاب عن شركات الأدوية التي أعادت تعريف المرض والصحة..

وبالتالي وصف الدواء..

وقامت.. عبر استراتيجية تسويقية مكثفة..

استخدمت فيها الأطباء والمشرعين الحكوميين والهيئات العملية والأكاديمية..

بتوسع سوق مبيعاتها على حساب الأصحاء والمرضى.

والآن.. أطل على العالم فايروس كورونا…

منذ البداية.. سوّقت فكرة أن البعض “فبرك” الفايروس..

وصنّع اللقاح له.. وخزّنه..

بانتظار الوقت المناسب لاستخدامه..

وزرع رقائق مجهرية في دماغ البشر من خلاله.

ومن خلالها.. يمكنه التحكم بتفكيرهم.. وسلوكهم..

وإنهاء حياتهم عندما يريد..

والقضاء على نسبة كبيرة منهم..

وخاصة كبار السن الذين يستهلكون.. ولا ينتجون.

وهو ما ترغب به الرأسمالية المتوحشة…

ويرغب به صنّاع العالم الجديد.

ولا شك في أن الأضرار التي سببتها الإشاعات..

ونظريات المؤامرة..

والمعلومات المتضاربة والمغلوطة عن الوباء.. واللقاح..

والرعب والهلع الناتج عن كل ذلك..

قد تكون أشد خطراً من الفايروس نفسه.

فلا أحد يمكنه أن يواجه الضخ الإعلامي اليومي..

عبر ملايين مواقع التواصل الاجتماعي في العالم.

حمانا الله.. وإياكم.. من وباء كورونا..

ومن الرأسمالية المتوحشة..

ومن صنّاع العالم الجديد.