لكل السوريين

قنديــــل المرأة السورية

فوزية مرعي

المرأة هذا الكائن الجميل التي حباها الله دون سائر المخلوقات بالجمال، فهي أقرب الى عالم الورود.. إذ تتفرد كل وردة بلون وأريج تتفرد به عن بقية مثيلاتها.. قلبها أرقُ من جنح فراشة ..ينبض بالعطف والحنان.

وعقلها أعتى من عقول أقوى الرجال حين تمتحن في مواقع متـــعددة، كموت زوجها أو اعتقاله وحين تصبح الحياة عبئاً عليها فإنها تتأهب كاللبوة على تصاريف الابتلاء وكأنها سليلة (أيوب) في صبرها وتفانيها في الاهتمام بشؤون البيت وتربية الأطفال وتلبية حاجاتهم، فتنخرط في ميادين العمل لتأمين لقمة العيش لأسرتها.

وهذه الصفات تتجسد بشكل عام في المرأة السورية.. وبشكل خاص في المرأة الرقية. وقد كانت المرأة تعاني من اضطهاد الذكورة كالأب والاخ والزوج والمجتمع ككل ولم تغنم بمتابعة الدراسة فالمقولة المتوارثة (أن المرأة مصيرها الزواج، والبيت هو مملكتها بالإضافة للإنجاب وتربية الأطفال).

ولكن مع تطور الحياة وانفتاح المجتمع على الصعيد الفكري.. بدأت المرأة تحصل على هامش جيد من الحرية للتعبير عن رغباتها، فانخرطت في صفوف العلم وحصدت الشهادات باختصاصات مختلفة، وأصبحت المرأة طبيبة ومعلمة ومدرسة ومهندسة وقاضية ومحامية وممرضة.

وسادت روح التنافس بينهن لارتقاء سلالم المعرفة والعلم بتحديات كبيرة، لكن هذه التحديات لا تندرج على كل النساء في الرقة، إذ مازالت العقول المتخلفة هنا وهناك تتصدر القرارات بحق المرأة، فالمرأة لا يمكن أن تحصل على حقوقها كاملة إذا لم يتمتع الرجل بعقل متحضر على كافة الصعد، فقرار الرجل هو العثرة الأولى في طريق تعليم المرأة وحصولها على حريتها.

لقد أثبتت المرأة جدارتها وخاصة في ظروف الحرب المدمرة على سوريا بشكل عام وعلى الرقة بشكل خاص، فالدمار الذي شهدته مدينة الرقة أصبح حديث القاصي والداني عربياً وعالمياً، فنهضت المرأة الرقية من تحت الركام، ونفضت الغبار عن وجهها مأساتها التي شملت دمار البيت ونهب أثاثه وحالات

لا تحصى من فقد الزوج أو الابن أو الأخ، فشمرت عن ساعديها وانخرطت بالعمل الذي تجلى بشكل أكبر في المنظمات الإنسانية المتواجدة في الرقة، ومن خلال إدارة شمال شرق سوريا ممثلة بمسؤوليها في شتى الميادين، إذ قامت الجهات المسؤولة بتأمين فرص عمل لكل امرأة تأهبت لقيادة دفة سفينة البيت، وأصبحت رباناً تجيد الغوص في لجج العمل مهما واجهتها من صعاب.

وعلى كل النساء المتواجدات في مواقع تمكنهن من مساعدة النساء اللواتي تعثرن في الحصول على فرص العمل، أن يساعدن أخواتهن في تأمين وظائف، فالفقر أصبح يغمر أغلب الأسر الرقية، ودخل الرجل لم يعد كافياً لإعالة الأسرة مما أجج الرغبة لكل النساء بالعمل أو ممارسة أية مهنة تتمكن من اتقانها.

وأن تسود روح التفاني لدى الجميع من أجل النهوض بإعالة الاسرة التي ُتكوّنُ النواة الأولى في المجتمع لتنهض الرقة من كبوتها بنساءٍ يتمتعن بكل المُثُل الإنسانية الراقية، واللحاق بركب الحضارة من أوسع أبوابها.

أختي المرأة، عليكِ من موقع عملك أن تحافظي على أنوثتك فلا ترفعي شعار الاستبداد الذي كنت ترزحين تحت جحيمه، كوني أخت الرجل، وحبيبته وصديقته وزوجته فقد ميزك الخالق بالعاطفة دوناً عن سائر البشر، وتحضرني مقولة للكاتب المعروف أنطون تشيخوف (لو كانت المرأة أغبى أو أضعف من الرجل لما ائتمنها الرب في تربية البنات والبنين).