لكل السوريين

قلة الدعم تدفع مربو المواشي لبيعها.. وشركات تركيا لها في المرصاد

يعاني اهالي المناطق المحتلة شرقي الفرات من قلة دعم الثروة الحيوانية مما يدفعهم لبيع اغنامهم عن طريق بوبتهم الوحيدة بينهم وبين تركيا، فقد لجأ العديد من مربو المواشي إلى تصدير جزء منها نحو الأراضي التركية، ومنها إلى بعض دول الخليج خلال الأسابيع الماضية، بالاتفاق مع شركات تركية.

ورغم أن التجار وأصحاب المواشي يؤكدون أن الخطوة تعود بالفائدة عليهم للمضي قدماً في مهنة تربية الأغنام وتجنب الخسائر نتيجة شح خيارات التصدير، يرى مدنيون أن تصدير المواشي قد يضاعف أسعار اللحوم ويهدد الثروة الحيوانية في المنطقة.

وذكر نشطاء في منطقة راس العين “سري كانية” وتل ابيض” كري سبي” ان الاهالي اصبحوا مجبرون على بيع مواشيهم نتيجة الجفاف الذي اصاب المنطقة العامين الماضيين، وذلك عبر الشركات التركية التي تأخذ دور “الرجل المنقذ” ومن ثمة لتقوم ببيعها لدول الخليج بأضعاف مضاعفة عن السعر الذي تم شرائها به.

ووفقاً للمصدر، فان عملية استنزاف الاغنام التي بدأت منذ بداية العام الحالي علمت على تصدير ما يزيد عن خمسة الألاف رأس من الأغنام حتى الآن.

كما أكد سياسيون ومحللون سوريون ان الشركات التركية التي حصلت على ترخيص من أجل نقل المواشي، تابعة لاحد التجار المقرب من أحد الولاة في الجنوب التركي، وتم اعطائه الضوء الأخضر لنقل 50 ألف رأس غنم من شمال سوريا إلى تركيا ومن ثما إلى خارجها.

فيما أعلنت ما تسمى بـ”الحكومة المؤقتة” في وقت سابق قراراً يقضي بمنع إخراج المواشي خارج مناطقها، وعلى الرغم من هذا القرار لازالت الشركات التركية مستمرة بإخراج المواشي عن طريق معبر باب السلام طيلة الأشهر الأربعة الماضية، والآن تستمر بعملها ساعية لإخراج المواشي من معابر تل أبيض ورأس العين.

وفي حديث مع احد المصادر حول  تصديرها إلى دول الخليج وخصوصا قطر  قال: “لا يوجد أي اتفاق بخصوص عدد الأغنام المراد تصديرها، وهذا مرتبط بتوافر أعداد ذكور الأغنام في المنطقة، ولا علم لنا بعملية تصديرها إلى قطر أو أي دولة أخرى بعد دخول الأغنام إلى تركيا، فهذا شأن يخص الجانب التركي”.

وشهدت أسعار لحوم الأغنام ارتفاعاً خلال الأسابيع الماضية في المناطق المحتلة، ومناطق ريف حلب الشمالي والشرقي، وإدلب، إذ أكدت مصادر محلية، أن سعر الكيلو غرام من لحم الأغنام قفز إلى نحو 160-170 ليرة تركية، بعد أن كان بـ 110-120 ليرة، وأفاد تاجر لحوم ، بأن سعر الكيلو غرام الواحد من لحم الأغنام وصل إلى 200 ليرة خلال شهر رمضان، بعد أن كان سابقاً بـ 100 ليرة.

وقال تجار، أن أسباب ارتفاع الأسعار تعود لإخراج الأغنام باتجاه مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة “هيئة تحرير الشام” لبيعها هناك استغلالاً لارتفاع السعر مقارنة بريف حلب، دون أن تسمح الهيئة للتجار بنقل المواشي باتجاه مناطق سيطرة الجيش الوطني.

ويضاف لذلك إخراج دفعات من الأغنام باتجاه الأراضي التركية، ومنها باتجاه بعض دول الخليج والعراق، كما أسهم ارتفاع سعر الأعلاف وقلة الأمطار وتغير المناخ برفع أسعار اللحوم بشكل عام.