من القامات المتميزة التي تركت بصمات كثيره وأثره طيب في ميدان كرة اليد السورية رغم غيابه عنها فترة طويلة تجاوزت ال 40 عاما بعد سفره الى خارج القطر الى دولة الإمارات العربية للعمل هناك كخبير بهدف نشر اللعبة في الأندية الإماراتية.
وعندما يكون الحديث عن هذا الرجل تعود الذكريات الى منتصف السبعينات عندما كان حكما دوليا يكلف بقيادة مباريات ناديي الفرات والشباب بدوري اليد وكان اول ما يلفت النظر إليه الاناقة في هندامه ونظاراته السوداء التي تضفي بعض الهيبة على شخصه ورشاقة جسمه على عكس الكثير من حكام كرة اليد الذين كانت تتدلى كروشهم امامهم.
وكل هذه المواصفات كان لها أثر نفسي وايجابي في نفوس اللاعبين والجماهير التي كانت تتابع المباريات على أطراف الملعب حيث لم يكن هناك صالات ولا مدرجات وقد كان يقود تلك المباريات بكل شجاعة وحكمة وعدالة ولم يذكر أحد بانه تسبب في حدوث مشكلة او توقف مباراة كان يقودها لان قراراته كانت صارمة وبعيدة عن المجاملة وتلقى استجابة وتنفيذ من الجميع بطيبة خاطر ودون أي اعتراض مثلما يحدث مع غيره.
هذا ما تحمله الذاكرة عن هذا الرجل الذي ترك غيابه عن التحكيم السوري فراغا كبيرا حيث شاهدنا بعده العجب العجاب من بعض الحكام الذين كانوا يتلاعبون بنتائج المباريات بأساليب مختلفة وفقا لمصالحهم وانتمائهم المتعددة.
اما عن سيرته الرياضية فقد بدأ بممارسة لعبة كرة اليد منذ دخولها زمن الوحدة إلى سورية في نادي الغوطة عام 1959، وقد عاصر عدد من اللاعبين نذكر منهم: صبيح شيخ الأرض، احسان صوان، محمود مسكة، مروان ريحاوي، حسن اصفهاني، نبيل مصري (أبو صخر)، غسان زراد، علي المصري، ينال طالوستان شركس، منجد حسام الدين، طارق فخر الدين، قيس نعيمة، مروان ريحاوي، فواز داوودي، احمد عربشة، غسان جمال، فايز قسومة، حمد النعمان، جهاد داوودي، سليم دعاس الأغا.
وبعد اعتزاله اللعب عمل إداريا على مستوى مدينة دمشق ثم امينا عاما لسر الاتحاد السوري لكرة اليد ثم تابع نشاطه التحكيمية حيث كان يقود دائما أصعب المباريات بالدوري العام والمنتخبات والبطوﻻت الخارجية، ويعتبر اول حكم دولي سوري يحمل الشارة الدولية بعد اجتيازه اختبارات الاتحاد الدولي لكرة اليد التي أقيمت في بلغاريا عام 1973.
ويشهد الجميع ان مرحلة وجوده إداريا وقياديا باللعبة بحكم عمله كأمين للسر في الاتحاد السوري منذ عام 1968 كانت فترة ازدهار ذهبية لكرة اليد السورية، حيث كانت اللعبة في اوج تميزها وتفوقها على المستوى العربي عندما نالت سوريا الميدالية الذهبية في الدورة العربية الخامسة التي أقيمت في دمشق عام 1976.
ومن ثم غادر سوريا إلى دولة الامارات العربية وبرحيله فقدت اللعبة أهم عقلائها وقياديها حيث شهدت تخبطا وغاب الاستقرار عنها وافتقدت أبرز نجومها الذين ابتعدوا عن ملاعبها لان من تولى امورها لم ينجح في مهمته واوكلت أمور اللعبة لمن لا يمتلك مؤهلات القيادة واقتصرت على أسماء محددة كانوا يتبادلون أدوار مسؤوليتها بشكل متناوب وسط تراجع كبير وغياب عن الساحة العربية والدولية وظلت احلامها محصورة على منح لقب بطولة الدوري والكاس لنادي محدد تنفيذا لمصالح شخصية ضيقة.
فيما تابع الكابتن وليد الفقير نجاحاته في دولة الامارات بعدما تم تكليفه خبيرا ومديرا فنيا بالاتحاد الاماراتي بصلاحيات واسعة وحقق نجاحا باهر في نشر اللعبة وتطويرها على مدى 18 عاما كما عمل مديرا فنيا في اندية الشباب والعين كذلك تم تسميته مديرا فنيا للاتحاد الخليجي لكرة اليد.
وفي ختام الحديث عن هذا الرجل الذي قدم الكثير لكرة اليد السورية والعربية وكان له الفضل في تطور وتحقيق اللعبة لإنجازات متعددة نقول له شكرا من الأعماق لكل قطرة عرق بذلتها في ميدان اللعبة.
وتجدر الإشارة أن الكابتن وليد الفقير هو من دمشق مواليد 1944.