لكل السوريين

شات جي بي تي، يتنبأ بمستقبل الأزمة السورية

خضر الجاسم

الأزمة السورية لا تزال حديث الساعة. وعوضاً عن أن يتم الحديث عن نهايتها تتناول الآن كأهم المانشيتات. خلال الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر من عام 2022 بزغت خدمة شات جي بي تي. وتم مشاركته الرأي عما إذا كان باستطاعته التنبؤ بما ستؤول إليه الأزمة السورية في المستقبل.

ما من شك فاجأ الذكاء الاصطناعي رواد التكنولوجيا فخلال أقل من أسبوع وصل عدد المسجلين إلى المليون. هذا الرقم لم يسبقه إليه أحد من البرمجيات الأخرى. فبالإضافة إلى أنه متاح للجميع، فهو مجاني أيضاً. ببساطة، أنه سيغير معالم حياتنا بشكل فظيع. وبذلك يبدو ربوت شات جي بي تي كأحد أهم الاختراعات الحديثة ليس لشيء وإنما لكونه سيكون شأنه في المستقبل.

وبالعودة إلى الشأن السوري العقيم، فقد عجز السياسيون السوريون الموالون أم المعارضون عن التوصل لحل سلمي ينهي أكبر مأساة في الألفية الثالثة. فكأنما العجز لست أدري أصاب الأزمة أم السياسيين أم كلاهما معاً؟ وبالنظر إلى ذلك طلب من ربوت جي بي تي التنبؤ بمستقبل الأزمة السورية في ظل انسداد الأفق المدلهم، وإذا ما لديه القدرة على قراءة مستقبل البلاد. وكان جوابه:

تعد الأزمة السورية في عام 2011 جزءاً من الربيع العربي الأوسع التي اجتاحت منطقة الشرق الأسط في بلدان من مثل: تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا. وعندما اندلعت احتجاجات سلمية ضد حكومة الرئيس بشار الأسد قابلها هو بقمع عنيف بداعي وجود مؤامرة كونية. في الحقيقة ما حدث أزمة إنسانية حادة قبل كل شيء لأن من تأثر بها الشعب السوري دون الآخرين.

لا يمكن تحديد المشكلة بالضبط؟ لكن هدف السلطة هي رأس الأفعى لكل ما يجري من فظائع رهيبة، بينما كل القوى لم تفعل شيئاً سوى الجعجعة.

ومن الملاحظ أن ضبابية المشهد انعكست على كل شيء حتى سبل المعيشة أو الأواصر الاجتماعية. الصراع المهول يغذي بكل تجاذباته وتقلباته وتوازناته مزيجاً معقداً من العوامل المتضادة، بما في ذلك الانقسامات الطائفية، والخصومات الإقليمية، وتدخل الجهات الأجنبية. السياسيون التفتوا لمصالحهم فقط. وعاد الشعب بخفي حنين. فيا للعجب. فقُتل في الحرب الأهلية أكثر من 450 ألف شخص، ونزح أكثر من 6 ملايين شخص داخلياً، واضطر أكثر من 5 ملايين شخص إلى الفرار من البلاد. الوضع الإنساني الحالي في سوريا من بين الأسوأ في العالم، حيث يحتاج حوالي 13.4 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية، ويواجه 12 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي.

اجتذب الصراع العديد من الجهات الفاعلة الدولية، بما في ذلك روسيا وإيران وتركيا والولايات المتحدة، مما زاد من تعقيد الموقف. كما تسبب الصراع في دمار واسع النطاق للبنية التحتية والخدمات العامة والاقتصاد. هناك سجالات عديدة بين قوى وبين قوى أخرى لكن أياً منها لم يحدث الفارق أبداً. ما يربو عن عقد من الحرب ليس هناك بوادر للتسوية. هناك فرص للتطبيع بين تركيا والنظام السوري. الكثير من الناس قلقون من الاتفاقات، فالنظام السوري وتركيا لا يزالان ينتهكان حقوق الإنسان. في نهاية المطاف، سيحدد الوقت فقط ما إذا كانت هذه الاتفاقيات مفيدة لسوريا أم لا.

هناك فرصة واحدة في سوريا للحل لا تفوت. الغريق يتعلق بشعرة. وعلى السوريين اغتنامها فالفرص لا تأتي كل يوم. لا شك هذه الفرصة هي مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا. إنها تجربة فريدة من نوعها في الحكم الذاتي. تجرية تستحق الاهتمام. ومن المفيد تجربتها، هي مثال راسخ للديمقراطية.

تنعم هذه المنطقة دون سواها بدرجة ملحوظة من الاستقرار والأمن، مما مكّن السكان المحليين من متابعة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مواجهة التهديدات الأمنية الرئيسية من تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات المتطرفة الأخرى. واتخذت الإدارة الذاتية خطوات ملموسة لتعزيز الحكم الديمقراطي، بما في ذلك تعزيز المساواة بين الجنسين والحرية الدينية، ووفرت درجة من الاستقلالية للمجتمعات المحلية. كما تم الثناء على الإدارة الذاتية لاستجابتها لأزمة اللاجئين والنازحين داخلياً، وتوفير المأوى والخدمات الأساسية للمحتاجين في مواجهة تحديات كبيرة.

إن مستقبل سوريا وعر جداً. إنه مجهول للغاية. هو غير واضح لا سيما في خضم حرب أهلية مستمرة إلى الآن. تعمل الأمم المتحدة للتوسط في حل سياسي للصراع، لكن التقدم كان بطيئاً. على المدى القصير، من المحتمل أن يستمر الصراع دون أن تلوح نهاية في الأفق. على المدى الطويل، من الممكن التوصل إلى حل سياسي يسمح بمستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً.