لكل السوريين

حماة وريفها… تعيش بالظلام

حماة/ جمانة خالد

اشتكى أهالي قرية سلحب من انقطاع الكهرباء لفترات طويلة عن مدينتهم، وكشف الأهالي أنهم قدموا عدة شكاوى لمديرية الكهرباء، لكن لا مُجيب!.

يقول سمير (33عاماً رفض الإفصاح عن اسمه لأسباب أمنية) “إن المعاناة الناتجة عن انقطاع الكهرباء في المدينة لا تحتمل، وأوضح الرجل، أن “الأجهزة المنزلية كلها تعطلت بسبب أزمة الكهرباء التي تصل لدقائق، ثم يتم قطعها، ومن ثم يعود التيار، وقبل يومين، خلال ساعة واحدة انقطعت الكهرباء 6 مرات.

ويضيف “أن تنقطع الكهرباء بشكل كامل أهون من هذه المعاناة، فلا توجد ساعات محددة للتقنين، كما لا نعلم لكم من الوقت قد نحصل على كهرباء في اليوم، والكهرباء التي نحصل عليها لا تكفي حتى لشحن البطاريات لتشغيل الأضواء ليلا”.

ويرى محمد وهو من أهالي قرية سلحب غربي حماة، أن من بين حلول الأزمة “إيجاد آلية اشتراك بالأمبيرات كما في مدينة حلب، حيث يعلم كل مواطن كمية الكهرباء التي يحتاجها خلال الشهر، وينفق المصاريف التي يتكلفها لصيانة الأجهزة المنزلية والبطاريات على هذه الاشتراكات، ويعيش نوعا من الاستقرار كونه يعلم متى تصل إليه الكهرباء ومتى تنقطع”.

وباتت ليالي مدينة حماة معتمة، وكأن الزمن قد عاد بها إلى ما قبل اكتشاف الكهرباء، في حين يصم مسؤولو الحكومة آذانهم متجاهلين مطالب المواطنين بإيجاد حلول للأزمة التي تمر بها المدينة منذ أكثر من أسبوع، فالكهرباء آخر ما تبقى لهم من الارتباط بالحاضر مع أزمات كثيرة يمرون بها.

تصل الكهرباء لمدة نصف ساعة في بعض أحياء المدينة بعد انقطاع لساعات، وفي أحياء أخرى قد تطول المدة أكثر من ذلك، ويؤكد الأهالي وجود تلاعب في طريقة إيصال الكهرباء للأحياء السكنية، وأنه أحيانا يتم قطعها عن المنازل في حين يتم إيصالها إلى المعامل.

وبين مواطنون أن السبب الرئيسي في أزمة الكهرباء هو تحويل معظم مخصصات المدينة إلى المعامل، وحرمان الأهالي منها. ويستمر انقطاع الكهرباء عن بعض الأحياء خمس ساعات، وبعدها وصلت لمدة لم تتجاوز 15 دقيقة، والأزمة تتفاقم منذ 4 أيام، ما تسبب بنفاد شحن البطاريات التي يعتمد عليها معظم سكان المدينة”.

وتترافق أزمة الكهرباء في مدينة حماة مع أزمة المياه التي كانت تصل إلى المنازل عبر الشبكات والمضخات، ما يدفع الأهالي إلى شراء صهاريج المياه، ويرى الأهالي أن الأزمة سببها الفساد والإتاوات بالدرجة الأولى، ووجود اتفاق بين مسؤولين في المدينة وأصحاب المعامل، ما يحرم حماة من وصول الكهرباء والمياه.