لكل السوريين

طلاب “جامعة البعث”: تحايلوا علينا ثم أجبرونا على الخروج

حمص/ بسام الحمد 

شهدت محافظة حمص، مسيرة داعمة لـ”الغزو” الروسي لأوكرانيا، ونظّمت المسيرة جامعة “البعث” في محافظة حمص، حضرها طلاب وموظفون من الجامعة.

وأجبر الاتحاد الوطني لطلبة سورية، بالتعاون مع فرع حزب البعث بالجامعة، متمثلاً ب”الهيئة الإدارة”، الطلبة على حضور (المسيرة) المؤيدة للغزو الروسي لأوكرانية، بعد التحايل على الطلبة وإيهامهم بحضور اجتماع لسماع شكاويهم.

وبحسب معلومات من طلبة الجامعة، فإن “اتحاد الطلبة” في جامعة “البعث” كان يحضّر للتجمع على مدار أسبوع كامل، ويحصل على الموافقات الأمنية من الجهات الحزبية في الجامعة.

وقبل إطلاق المسيرة بيوم، دعا “اتحاد الطلبة” جميع الهيئات الطلابية في جميع الكليات للتحضير للمسيرة بشكل إلزامي، مهددًا المتغيبين عنها.

سمير (20 عامًا)، اسم مستعار لأسباب أمنية، وهو طالب في كلية الآداب بجامعة البعث، قال، إن أحد أصدقائه من الهيئة الإدارية في الجامعة، طلب منه الحضور إلى الجامعة يوم الثلاثاء 8 من آذار، دون اطلاعه على السبب.

وحين وصل سمير إلى الجامعة، فوجئ بالتحضيرات للمسيرة، إذ أبلغه عضو الهيئة الإدارية، أن عدم حضوره المسيرة سيعرّضه للمساءلة كونه موجود في الجامعة ولم يحضر.

وأضاف أن فرع “اتحاد الطلبة” فرض على جميع أعضاء الهيئات الإدارية في الكليات تأمين سبعة أشخاص لحضور المسيرة، تحت طائلة المساءلة للمتخلفين، دون اشتراط أن يكون الحاضرون من طلاب الجامعة.

وبحسب سمير المقرب من أعضاء الهيئة تولى فرع حزب البعث في الجامعة مسؤولية إجبار الموظفين على الحضور، تحت التهديد بالعقوبات التي تصل إلى حد الفصل من العمل.

وبحسب أحد الموظفين الذي تحفّظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، فإن إداريّي الفرق الحزبية في الكليات، أخبروا رؤساء الأقسام الإدارية بضرورة حضور المسيرة في حرم الجامعة.

كما أُبلغ الموظفون في الجامعة أن المسيرة مصوّرة بالكامل، وسيتعرض للمساءلة أي متغيّب عنها، بحسب الموظف.

ونشرت صفحة الهيئة الإدارية في كلية الآداب بجامعة “البعث” عبر “فيس بوك”، بضرورة الحضور يوم الثلاثاء 8 من آذار في الساعة العاشرة صباحًا بغية اللقاء مع عمادة الكلية ورئاسة الجامعة، لدراسة أتمتة المواد والصعوبات التي تعترضهم.

محمد، أحد طلاب كلية الآداب في قسم اللغة الفرنسية طلب عدم الكشف عن اسمه الكامل لأسباب امنية، قال، إنه ذهب في الموعد المحدد إلى الكلية، وإن عميد الكلية اجتمع بالطلاب لمدة عشر دقائق، ومن ثم أخبرهم بضرورة التوجه إلى ساحة الجامعة للمشاركة بالمسيرة الداعمة لروسيا.

وقام عناصر المفارز بإخبار الطلاب بصدور تعميم من قِبل إدارة الجامعة بعدم السماح بخروج أي طالب تحت طائلة المساءلة.

وخلال “المسيرة” ألقى عدد من معيدي جامعة البعث كلمات خطابية أثنوا خلالها على حرب بوتين على أوكرانيا، وزعموا أن ما يجري هو عبارة عن “تصحيح المسار للعالم أجمع”، وأن روسيا تتخذ موقف المدافع عن حقوق الدول بوجه الولايات المتحدة وحلفائها، “بحسب تعبيرهم”.

وتشهد سوريا حرباً منذ 2011، راح ضحيتها مئات الآلاف من الشهداء، بالإضافة للمهجرين والنازحين واللاجئين الذين فاق عددهم 12مليون سوري، وشهدت أكبر نسبة دمار بعد تدّخل رسيا خط الصراع المباشر بسوريا أواخر 2015.

في الوقت ذاته تعاني سوريا من انهيار العملة المحلية، ما انعكس سلباً على الواقع المعيشي للمواطن، وبحسب دراسات أن سوريا هي أكثر دول العالم فقراً، وارتفعت الأسعار مؤخراً لا سيما بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وشهدت الأسواق المحلية انقطاع مادة الزيت النباتي وكذلك ارتفاع أسعار القمح.