لكل السوريين

تعنيف جسدي وجنسي، وحالات طلاق غريبة.. واقعٌ أليم يكرّس من مأساة نساء إدلب

السوري/ إدلب ـ ازدادت خلال الفترة الأخيرة ظاهرة التعنيف الأسري في شمال غرب سوريا، في وقت تتأزم فيه الأوضاع المعيشية يوما تلو الآخر، في حين أن نساء المخيمات يتذكرن ما تعرضن له طوال الفترة الماضية، ولا سيما في الفترة التي نزحن بها.

واعتادت المرأة السورية على التهميش في المجتمع، حتى أصبح الجهل والتخلف ظاهرتان ملازمتان لها، في حين أن التفرقة بينها وبين الرجل أصبحت أحد روتينيات الحياة العادية.

أما خلال الحرب؛ فقد كانت النساء في إدلب، هن الخاسر الأكبر في الحرب، على غرار ما كانت نساء الرقة تعيشه في فترة ما قبل التحرير الأخير.

رنا أحمد، إحدى النساء اللاتي بذلن جهدا كبيرا للخروج من الواقع المأساوي الذي تعيشه المرأة، قامت بتشكيل جمعية لحماية المرأة والحفاظ على حقوقها، وقالت عنها “قمنا بتشكيل مجموعة عمل تضم عددا من النساء اللاتي يملكن خبرة في التعامل مع ظاهرة التعنيف الأسري، ورغم الصعوبات استطعنا استقطاب عدد من المتطوعات”.

وأضافت “أسسنا عدة فروع للجمعية في أكثر من موقع سواء في ريف إدلب أو المدينة نفسها، ونهدف لمساعدة النساء اللاتي لا زلن يتعرضن للتعنيف الجسدي والجنسي مع كل أسف، والسبب الرئيسي برأيي هو جني ثمار ما كانت المرأة تتعرض له في فترة ما قبل الأزمة من تهميش وتغييب واضح عن المسؤولية في المجتمع”.

وبحسب إحصائية لإحدى الوكالات المتخصصة بشؤون المرأة، فإن أكثر من 4000 امرأة يتوزعن على الريف والمدينة يعانين من التعنيف الجسدي.

وأفاد عامر م، وهو منسق عام للأمم المتحدة في شمال غرب سوريا، صحيفتنا، بأن عدد كبير من النساء يتعرضن للتعنيف الجنسي والجسدي، وهذه الظاهرة تؤرق الأمم المتحدة، التي باتت عاجزة عن وضع حد لهذه الظاهرة.

وأشار عبر تغريدة له أن السياسة التي تتبعها التنظيمات الإرهابية في شمال غرب البلاد هي من جعلت المرأة عضوا غير فعل في المجتمع بسبب القرارات التي تمنع اختلاط النساء بالمجتمع إلا بوجود (محرم). ويضاف إلى ذلك اللباس المفروض، في مشهد يعيد للأذهان ما كانت داعش تفرضه على النساء في المناطق التي كانت تسيطر عليها.

سمر ماهر، اسم مستعار لامرأة عانت الأمرّين من زوجها، وصفت حالتها بالمأساوية، تقول “زوجي كان يعذبني عذابا شديدا جدا، كان يطفئ أعقاب السجائر على جسدي، والسبب بأنني أخبرته ذات يوم أنني أريد العمل خارج المنزل، حتى أساعد في تأمين قوت أطفالنا”.

لم تكن سمر هي الحالة الوحيدة في إدلب، بل التقت صحيفتنا بفاطمة قاسم، والتي أيضا اتخذت من اسم فاطمة اسما لها خشية على نفسها من أهلها، والتي أشارت إلى أن قصة طلاقها غريبة جدا، وهو أن زوجها حاول ضربها أمام الناس، ولكنها أبعدت يده، فقام وطلقها، وهي أمٌ لأربعة أطفال، وبحسبها فإنه يعتنق الفكر المتطرف.