لكل السوريين

حرائق الساحل تزيد معاناة أرامل اللاذقية وطرطوس

السوري/ اللاذقية ـ زادت الحرائق التي شهدتها أراضٍ سورية واسعة من حجم المعاناة التي كانت تعيشها نساء أرامل في الساحل السوري، ولا سيما في أرياف محافظة اللاذقية.

واندلعت حرائق واسعة لم يسبق لها مثيل في سوريا في السنوات الماضية، حتى وصلت لمنازل مدنيين، وأحرقت محاصيل زراعية وأشجارا مثمرة، كانت تعد بمثابة مصادر رزق لعدد من النساء اللاتي فقدن المعيل.

وتعد المنطقة الساحلية إن كان في طرطوس أو اللاذقية من أكثر المحافظات تواجدا للنساء الأرامل، وذلك لكون تلك المناطق قُتل من شبابها عددا لا يستهان به.

سناء س، أربعينية، قُتل زوجها في معارك جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي، تاركا لها خمسة أبناء أكبرهم يبلغ من العمر 13 عاما، وورث لها أرضا زراعية بمساحة 10 دونمات، مزروعة بأشجار مثمرة.

وتقول سناء “حرقت النيران أرضنا، ولم يعد لنا معيل، كانت تعد بمثابة مصدر رزق لنا، كنا نعتمد على محاصيلها في معيشتنا، والآن لم يعد بمقدورنا أن نبحث عن مصدر آخر لمعيشتنا، كادت النيران أن تلتهم أطفالي، ولم تبعد عن منزلي سوى بضعة أمتار”.

وتضيف “منذ خمسة أعوام قُتل زوجي في معارك الريف الشمالي، وترك لي أطفالا ليس بمقدورهم العمل، والآن هم في سن الدراسة، ويحتاجون لمصاريف دراسية، وأنا كبرت ولم أعد قادرة على العمل، عندما جاءت النيران، وكثرت الأخبار من صعوبة السيطرة عليها، خفت على بستاني، طلبت النجدة، لكن لا أحد يستطيع أن يتصدى لها”.

أما أريام خالد، صاحبة الـ 36 عاما، وهي أيضا أرملة من ريف طرطوس، فلم يكن حالها أفضل من حال سابقتها، فهي الأخرى احترقت أرضها التي تركها لها زوجها قبل مقتله على يد مرتزقة داعش في الرقة قبل 6 سنوات، ولها منه طفل يبلغ من العمر 10 أعوام.

وعن حالتها تقول “لم أكن أتوقع في يوم من الأيام أن أرى أرضي تتحول إلى رماد، أشجار عمرها تجاوز عقد ونصف من الزمن، وكانت تعد بمثابة مصدر رزق وحيد لنا، ما هذا الذي وصلنا إليه حتى الأشجار أصبحت رمادا، إخوة زوجي وضعهم المادي سيء أيضا، ولن يستطيعوا أن يساعدونني على إعادة زراعة البستان الذي قضينا نصف عمرنا ونحن نعتني به”.

تقرير/ ا ـ ن