لكل السوريين

المرأة والثورة السورية والمعارضة

وما زالت المرأة السورية تعاني منذ تدخل تركيا وأردوغان بشكل مباشر في الأزمة السورية منذ بداية انطلاقها في مارس 2011 وحتى الآن وتتوالى الفظائع والانتهاكات التركية بشكل مباشر أو عن طريق مرتزقتها التي تدعمها وتمولها بحق الشعب السوري.

إذ أن معظم الفصائل المرتبطة بأجندات أردوغان تخلت عن حماية الشعب السوري وبدأت بتنفيذ ما يطلبه أردوغان منهم وخاصة في ترهيب الشعب وتهجيره بأي وسيلة كانت.

بتعليمات أردوغان المباشرة تم تهجير أهل مدينة حلب إلى إدلب وفق اتفاق بين تركيا وروسيا في اجتماعات استانة, هذا الاجتماع الذي تمخض عنه توافق بين الطرفين على أن يقوم أردوغان بسحب المرتزقة مع الموالين منهم من المدنيين إلى إدلب مقابل تسليم جرابلس والباب لأردوغان.

وكذلك حصل في الغوطة التي سلمها أردوغان لروسيا وهجر أهلها إلى إدلب مقابل عفرين. وها هو الآن يستمر من تهجير الشعب السوري وقتلهم وخاصة في منطقة رأس العين وتل أبيض التي احتلها أردوغان مقابل تخليه عن بعض المناطق من إدلب لصالح الجيش السوري.

المشكلة الكبيرة هي أن كل ذلك يتم في سوتشي أو أستانا وتفاهمات أردوغان – بوتين ويبقى الخاسر الأكبر هو الشعب السوري الأول والأخير. حتى وصل بأردو غان بأن جعل المعارضة السورية تتخلى نهائيًا عن سوريا وأهدافها هناك وتتوجه الآن برعاية أردوغان إلى ليبيا، في حرب ليس لهم فيها ناقة ولا جمل.

مئات الآلاف من المهجرين من سوريا نتيجة تدخل تركيا في الأزمة السورية ومنهم من وصل أوروبا عن طريق البحر والذي فتح لهم أردوغان وسهل لهم العبور إن كان برا أو بحرًا للوصول إلى أوروبا.

وقد استثمر أردوغان بهؤلاء اللاجئين بشكل كبير وهو يهدد أوروبا بغرقها بهم إن هم لم يستجيبوا لمطالبه. وقتل من الشعب السوري وهم في طريق هجرتهم إلى أوروبا المئات في عرض البحر كرميٍ مطامع أردوغان واستغلاله لهم.

وحتى الآن معظم اللاجئين المتواجدين على الأراضي التركية هم معرضون لكل أنواع الاعتقال أو التهديد لتنفيذ ما يريده أردوغان. إذ، نقل المئات منهم عنوة إلى المناطق التي احتلها في رأس العين وكذلك مدينة تل أبيض، ليوهم العالم أن احتلاله لهاتين المدينتين تم من أجل نقل اللاجئين إليها من الداخل التركي.

لكن الحقيقة تبقى عكس ذلك بكل تأكيد. ومعظم الذين نقلهم أردوغان وأجهزته الاستخبارية إلى هناك لم يكونوا سوى من عائلات المرتزقة وكذلك من الدواعش الذين هربوا من معسكرات الاعتقال في شمالي سوريا أثناء عدوانه على رأس العين وتل أبيض.

إلا أنه بمقدورنا القول أن المرأة في سوريا عمومًا وفي الشمال السوري على وجه الخصوص كانت الضحية الأولى لعربدة أردوغان ومرتزقته بمختلف مسمياتها إن كانت من النصرة أو داعش أو باقي الأسماء والتي لا تختلف في الجوهر.

فإذا كان مرشدهم أردوغان لا يعير أي كرامة للمرأة فما بالك بالمرتزقة التي لا تقاتل إلا من أجل اشباع رغباتها الجنسية وجشعها المادي وإراقة الدماء.

فما قامت به داعش بحق النساء الايزيديات وكذلك ما تقوم به النصرة وباقي الفصائل التي تنفذ أجندات أردوغان لا يختلف كثيرًا عن بعضهم.

الكل ينظر للمرأة نظرة دونية وهي فقط للاستمتاع وجهاد النكاح في أفضل الأحوال، وغير ذلك فما المرأة سوى عبدة غرائز وشهوات الرجل القاتل والسلطان المعتوه.

عانت المرأة كثيرًا جراء ما حدث في سوريا إن كان على يد النظام السوري فحدث ولا حرج وإن كان على يد المعارضة بشكل عام.

الطرفان لم يكن هدفها تحقيق حرية المرأة بقدر ما كانا يبحثان عن سلطتهما المختبئة تحت حجاب المرأة. لذلك فشلت الثورة السورية منذ انطلاقتها الأولى ولم تستعد رونقها حتى اللحظة ما دام طرفا الصراع يفرض سلطته على المرأة ويهينها بكل معنى الكلمة.

وحدهم من حملوا فلسفة أخوة الشعوب والعيش المشترك في الشمال السوري أعطوا المرأة بعضًا من كرامتها المسلوبة وعملوا على حمايتها وتحريرها من سلطة السلطة الذكورية المنتشية والمنتشرة بعفويتها بين من يدعي المعارضة والسلطة.

حاولت المرأة أن تأخذ مكانتها بين الثورة وفي كافة الأماكن العسكرية والأمنية والإدارية والسياسية وحتى الدبلوماسية في مشروع الأمة الديمقراطية في شمالي سوريا، وما زالت مستمرة في كفاحها لنيل حقوقها واستعادة رونقها المغيب في الثورة.

الآلاف من النساء انضممن للثورة وحملن السلاح لأنهن أدركن أنه لا حرية إن هنَّ لم يحررن أنفسهن من الموروثات المجتمعية البالية التي علقت في أذهاننا وجعلوها من المقدسات.

والمئات من النسوة استشهدن على طريق الحرية وأصبحت انموذجًا المرأة الحرة التي تبحث عن حريتها بيدها بعيدًا عن الوصاية الذكورية.

من آرين و آفيستا وحتى هفرين خلف اللواتي استشهدن وهن يجابهن أبشع ما نجبته السلطة الذكورية من معارضة مسخة. ولم يستسلمن وما زلن يقاومن من أجل الوصول للحرية والقضاء على كل من يمثل السلطة الشمولية من أردوغان وأشباهه.

منى زيدو