لكل السوريين

الهداف رجا رافع مرعب حراس المرمى

برزت موهبته التهديفية مبكراً عندما سطع نجمه في ناديه الأم المجد، ومنذ ذلك الوقت تنبأ له الكثيرون بمستقبل باهر

فتابع طريقه في هذا الجانب، حيث لفت أنظار العديد من المدربين الذين تابعوا تميزه وسعوا لضمه إلى صفوف أنديتهم ونجح في جميع الأندية التي لعب معها في ممارسة دوره في التهديف، حيث كان وجوده بالملعب مصدر رعب لحراس المرمى من خلال تحركاته ومهارته الفردية التي كانت تغلق الدفاعات وتربك حساباتهم، حيث كان يتميز بالقوة الجسدية ويجيد اللعب برأسه ويسجل الكثير من الأهداف به.

فكان ورقة رابحة لأي فريق ينضم إليه لامتلاكه الحس التهديفي العالي الذي يعتبر عملة نادرة ليس فقط في ملاعبنا بل في كل دول العالم التي تبحث أنديتها عن اللاعب القناص الذي يستطيع ترجمة الفرص إلى أهداف.

ولمعرفة المزيد عن مسيرة هذا الهداف التاريخي نجد أن انطلاقته كانت في منطقة جرمانا أحد أحياء دمشق  عبر ناديها،  حيث لعب معه بفئة الشباب، ثم انتقل لنادي المجد وفي أول مشاركة له في موسم 2002  ظهرت مهاراته الاستثنائية وقدرته على تسجيل الأهداف بطرق مذهلة، وكانت الخطوة الأولى في بداية مسيرته التهديفية حين سجل خلاله 12 هدفاً.

واستمر في هوايته بتسجيل الأهداف، حيث تمكّن في موسم 2003 من تسجيل 13 هدفاً، ثم شهد موسم 2004 انفجار موهبته بشكل واضح، حيث استطاع لأول مرة في مسيرته حصد لقب هداف الدوري  بتسجيله 21 هدف من 28 مباراة.

ونظرا لتألقه الكبير في ناديه بدأت أنظار الأندية العربية تتجه نحوه، حيث انتقل في عام 2006 إلى نادي العربي الكويتي

ومنذ ذلك التاريخ  خاض العديد من التجارب الاحترافية في كل من أندية الوحدة السعودي والشرطة السوري وزاخو العراقي والنجمة اللبناني، وتخلل عقوده مع الأندية العربية التعاقد أيضا مع عدة أندية سورية هي أندية المجد والشرطة والوحدة والفتوة والطليعة.

وكان آخر ظهور في موسم 2023  عندما تما تكليفه مدير لفريق كرة القدم في نادي “المجد وبعدها أعلن نادي “شهبا”  تعاقده معه  ليقوده في منافسات دوري الدرجة الأولى.

أما عن مسيرته مع المنتخب الوطني فقد بدأت عندما لمع  نجمه في صفوف ناديه الأم المجد وتسجيله لعدد كبير من الاهداف، فتم استدعائه على عجل لتمثيل المنتخب السوري الأول في عام  2002 ضمن دورة ألعاب غرب آسيا في الكويت وسجل ثلاثة أهداف في المباريات الأربعة وظهر تميزه بالتهديف بقوة عندما أحرز لقب الهداف بالتساوي مع أحمد حسان طالب مهاجم البحرين برصيد أربعة أهداف لكل منهما ليكون السوري الوحيد الذي أحرز لقب هداف كأس العرب.

واستمر مع المنتخب لمدة تزيد عن 15 سنة، وتضمنت مسيرته الدولية قرابة 90 مباراة دولية سجل خلالها 38 هدفاً منها 6 أهداف غير محتسبة، 3 منها في بطولة غرب آسيا  لعدم جدولتها في سجلات الفيفا، كما شُطبت ثلاثة أهداف وكانت بمرمى طاجيكستان ضمن تصفيات مونديال 2014 بسبب الخسارة قانوناً في المباراتين اللتين فاز بهما منتخب سوريا واعتزل دولياً بعد خسارة سوريا أمام اليابان 3 /0 ضمن تصفيات مونديال 2018.

وأهم إنجازاته خلال مسيرته الكروية الطويلة تتويجه هدافاً للدوري السوري وهو صاحب الرقم القياسي، حيث حصل على اللقب 5 مرات وفي مواسم 2004 و2005 و2008 و2015 مع المجد وعام 2016 مع الوحدة، حيث سجل 170 هدفا،

ومع الأندية العربية التي تعاقد معها سجل للنادي العربي الكويتي 9 أهداف، ولنادي زاخو العراقي 10 أهداف وللوحدة السعودي 3 أهداف، والنجمة اللبناني3 أهداف، ومن إنجازاته أيضا اختياره كأفضل لاعب في “سوريا” لمدة عام، إضافةً إلى فوزه بلقب هداف العرب مع منتخب “سوريا وهداف الاتحاد الآسيوي، و مساهمته في حصول النادي العربي على كأس أمير الكويت، ونظراً لتسجيله الكثير من الأهداف في مسابقات الدوري تم ترشيحه من قبل الاتحاد الآسيوي ضمن

التشكيلة المثالية لكأس الاتحاد الآسيوي.

وبالنسبة لاعتزاله دولياً كان في الثامن من تشرين الأول عام 2015، وذلك بعد خسارة سوريا أمام اليابان” 0/3 ضمن تصفيات مونديال 2018، و كان حينها يعتلي سجل الهدافين التاريخيين لمنتخب سوريا برصيد 32 هدفاً قبل أن يستطيع فراس الخطيب تحطيم رقمه ويصبح لاحقاً الهداف التاريخي بـ 36 هدفاً.

لكنه  تراجع عن فكرة اعتزال لعب كرة القدم، وانضم إلى نادي شهبا، الذي كان ينشط في دوري الدرجة الأولى، والطامح للصعود إلى دوري الدرجة الممتازة ويرجع  سبب عودته إلى الصداقة التي كانت  تجمعه مع مجلس إدارة نادي شهبا ومجموعة من لاعبيه، من خلال خوض المباريات مع قدامى نادي شهبا، والذي ينشط فيه مجموعة من اللاعبين الذين كانوا زملائه في نادي المجد، حيث كانت فكرة وجوده لتدعيم صفوف الفريق فشارك معهم كلاعب أو مساعد للمدرب في سبيل تحقيق الهدف المنشود للنادي للوصول للدوري الممتاز.

وفي الجانب الإداري خاض تجربة جديدة في نادي المجد، حيث كُلف مدير للفريق بعد اعتزاله اللعب، وعن رأي متابعيه الذين عاصروه يقول اللاعب نضال رافع الذي كان يتابعه ويرافقه في تدريباته ومبارياته  أنه كان نجم استطاع أن يجد له مكاناً في سماء سوريا، ليشع نورها لاحقاً في الوطن العربي، ومنذ طفولتنا معاً وأنا أشعر بأنه سيكون ذا شأن في المستقبل، فأثناء لعبنا في الطفولة كنت أشعر بتلك الطاقة المتدفقة منه، التي تجعلك على يقين بأنك أمام لاعب سيترك بصمة متميزة في عالم كرة القدم.

ومن الذكريات المهمة التي مازالت عالقة بالذهن واتذكرها كلما رأيته عندما ذهبنا معاً لحضور مباراة سوريا وإيران في ملعب العباسيين، وكيف كان يراقب تحركات جميع اللاعبين، وبالأخص المهاجم الكبير علي دائي شعرت للحظة بأنني وحيد وأنه يلعب داخل الملعب، وبعد نهاية المباراة حدق في عيني، وقال: (يوماً ما سألعب بهذا الملعب وأرتدي قميص المنتخب الوطني وأواجه “علي دائي”)، ومضت السنوات وبالفعل واجه “دائي” كند له في نفس الملعب».

ومما تجدر الإشارة له أن الكابتن رجا رافع من مواليد دمشق 1983.