لكل السوريين

عيد الحلوة بالساحل احتفال بميلاد المسيح وفق التقويم الشرقي

اعتاد السوريون بجميع الأطياف والأديان على الاحتفال بعيد الحلوى حسب لهجة أهالي الساحل، في الأحد الثالث بعد عيدي البربارة والبشارة، وهو عيد ميلاد السيد المسيح وفق التقويم الشرقي، حيث يصادف يوم 25 كانون الأول وفقا لهذا التقويم.

السيد المدرس أصف في مدراس الدريكيش بريف طرطوس، أخبرنا: أن أهالي طرطوس وريفها، دأبوا على الاحتفال بهذا العيد الذي يشكل تقليدا متوارثا عبر السنين، حيث يشارك الإسلام إخوانهم المسيحيين بالاحتفال بهذا العيد، من خلال إعداد الأكلات التراثية والحلويات او شراءها، وتقديمها للضيوف تعبيرا عن سعادتهم بميلاد السيد المسيح ومحبته له واكراما لذكراه، ومن مختلف المكونات الدينية الموجودة بالساحل.

وأضافت السيدة نهلة المهندسة الزراعية قائلة: لا يزال التقويم الشرقي يحمل في جعبته المزيد من الأعياد التي ترمز لقدسية يوم ولادة السيد المسيح عليه السلام، والتي يحرص أهالي الساحل بمختلف أديانهم على الاحتفال فيها تعبيرا عن سعادتهم بهذه المناسبة التي باتت تقليدا متوارثا منذ ان وجدت هذه القرى والبلدات والأهالي، لا يمكن تمريرها من دون إحيائها بالإمكانيات والمواد المتوفرة، بالرغم من غلاء المعيشة وارتفاع أسعار جميع المواد الغذائية.

السيدة المحامية كاميليا من قرى الشيخ بدر قالت لنا بسعادة: تحتفل شريحة واسعة من السوريين بعيد الحلوة، وهو عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام بحسب التقويم الشرقي، حيث جرت العادة الاحتفال بهذا التاريخ من كل عام من خلال تقديم الحلوى بهذه المناسبة، انها تقليد شعبي كونت هذا الموروث الشعبي المستمر ابدا، وهناك أنواع حلويات متوارثة في جبال الساحل كالحلاوة المهروسة، الدبس، التلاج، الهريسة، العوامة، وبالرغم من أن هذا العيد يسمى بالحلوى، إلا أنه لا يقتصر فقط على تقديم أصناف الحلو، وإنما يتجاوزها الأهالي بإعداد الأكلات التراثية المصنوعة من القمح وما تجود به الأرض من خضار شتوية، مضيفة ومثلها الأكبر هو إعداد الكبيبات بسلق، الزلابية، فطائر السلق، فطائر اللحم، عجين بحبة البركة.

السيدة أم عزيز في ريف بانياس، بينت لنا كيف تعلو صوت الضحكات ولعب الأطفال يعلو في الحارة الشعبية، وكل الأطفال موعودون عندما يهدأوا بأنهم سيأكلون الحلاوة المهروسة والعوامة التي قامت بإعدادها، وما كادت كلمات الجدة تتناهى إلى أسماع أحفادها حتى التزم الجميع الصمت خوفا من العقاب الذي سيحرمهم من تذوق الحلوى الشهية التي تعدها جدتهم.

السيدة أم علي ترحب بنا بابتسامة واسعة وتبادر بالتهنئة بعيد ميلاد السيد المسيح وتمني عاما جديدا سعيدا للجميع، وان تكون الأيام القادمة أحسن ونكون جميعا بصحة جيدة وبأحسن حال بجاه يوم عيد الحلوة وهو عيد مجيد له دلالة كبيرة عند الإسلام كالمسيحيين الذين يحتفلون بميلاد السيد المسيح، وهو أيضا تقليد متوارث من الآباء للأبناء ومن ثم الأحفاد، يجب الحفاظ عليه لأنه يشكل هوية السوريين الذين منذ القدم يعيشون سويا متحابين ومتآلفين على الحلوة والمرة.

أما السيدة أم جعفر فأوضحت إلى أنها منذ الصباح قامت، بمساعدة بناتها، بإعداد الأكلات التراثية كالكبيبات بسلق والزلابية، بالإضافة لإعداد الحلاوة المهروسة المصنوعة من الدقيق والسمن والدبس، وهي أكلة قديمة تعلمت صناعتها من والدتها، بالإضافة للعوامة والهريسة، وأكدت أن الاحتفال بالأعياد التي باتت صعبة جدا، بسبب غلاء المعيشة، لكن لا يمكن الا ندخل البهجة إلى نفوس الكبار والصغار، وهي مناسبة لتجتمع العائلة مع بعضها البعض، في لمة فرح بميلاد السيد المسيح.