لكل السوريين

لمواجهة الضائقة الاقتصادية الخانقة.. مبادرات إنسانية سورية

شهدت مختلف المناطق السورية مجموعة من المبادرات الشعبية الهادفة إلى التخفيف من معاناة السوريين خلال الضائقة الاقتصادية الخانقة التي تسببت بها الأزمة السورية.

وهذه المبادرات واللفتات الإنسانية ليست جديدة أو طارئة على الشعب السوري بكافة محافظاته.

فما يزال السوريون يحتفظون بجوهر تاريخهم المعروف بالتكافل في ما بينهم في الأزمات والمحن.

فرغم الحرب، وجائحة كورونا، لم يتوقف العمل الخيري ولا التكافل الاجتماعي في سوريا.

وتنشر “السوري” نماذج من هذه المبادرات تقديراً للقائمين عليها، وأملاً بتكرارها، وتوسيعها في كل محافظة سورية من جهة، وبين المحافظات كلما تيسر ذلك.

السويداء – محمد الصالح

عبر مبادرة إنسانية  حملت اسم “أنا أستطيع”، جمعت مدرّسة من بلدة القريا جنوب السويداء، عدداً من شبان البلدة المصابين بمتلازمة داون منذ سنوات، وتمكنت من إيجاد اندماج فيما بينهم، ومع غيرهم، وصنعت معهم حياة جديدة من التواصل الاجتماعي والإنتاج والفرح.

تقول المدرّسة إن فكرة المبادرة جاءت بهدف تعزيز حضور هذه الفئة من الشباب وتنمية مهاراتهم وإبعادهم عن حالة الانطواء، واستنهاض المهارات اليدوية والفكرية لديهم، وتفعيلها لتكون مبدعة.

وعن البدايات تقول بدأنا بجمع هؤلاء الشبان باجتماعات دورية في بيوتنا كمرحلة أولى لخلق حالة من الألفة بينهم، ثم انطلقنا لتجربة تدريبهم على بعض الحرف اليدوية كصناعة الحلي والاكسسوارات وبعض أنواع الزخرفات الخشبية التي تحتاج إلى الدقة والوقت والصبر.

وأقامت المبادرة دورة تدريبية لهم في مركز محلي لعدة أشهر، قبل أن يخصص موقع “القريا اليوم الاعلامي” مقراً دائماً للمبادرة، وبعد انتهاء الدورة شاركت بإنتاج الشبان في عدة معارض للتسويق والبيع في السويداء والقريا.

وعن الصعوبات في التعامل مع هؤلاء الشبان تقول صاحبة المبادرة “إن ولدي واحد من هؤلاء الشبان، وقد دربت نفسي على التعامل معه ومعهم حتى بات كل رفاقه كأنهم أبنائي، وسعيت لبناء عالم خاص بهم بعيداً عن إهمال ونظرة المجتمع لهم، وقد شاركت بهم مع زميلاتي في نادي الفرح وجمعية الرعاية الاجتماعية وفي معظم الفعاليات الخيرية والترفيهية”.

وتأمل بدعم مبادرتها وتوسيع نطاق عملها “لأن ما يقلقنا دوماً هو المستقبل المجهول لهؤلاء الذين يكبرون بقلب طفل صغير”.