لكل السوريين

بعد حصار شبه تام.. 1500 حالة طبية صعبة تنتظر سماح الحكومة التركية للعلاج في أراضيها

إدلب/ عباس إدلبي  

في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها سكان ادلب، حيث انقطاع الدعم عن القطاع الطبي وإغلاق الحدود بوجه الحالات الطارئة من قبل دولة الاحتلال التركي، خرج العشرات من أهالي قرى إدلب في مظاهرات تطالب الأتراك بالسماح للمرضى بتلقي العلاج في المشافي التركية.

ورفع المتظاهرون لافتات تطالب الاحتلال التركي بالسماح للمرضى السوريين بالدخول إلى تركيا لتلقي العلاج، في ظل حصار خانق تشهده مناطق شمال غربي سوريا.

ويقدر عدد المرضى الذين يحتاجون لعلاج فوري بقرابة الـ 1500 حالة، جلهم من مرضى السرطان والتلاسيميا وأمراض القلب وأمراض أخرى باتت عاجزة مشافي إدلب عن علاجها.

مضر السيد، ناشط إعلامي، وناطق رسمي باسم جمعية لمرضى السرطان في إدلب يقول لمراسلنا إن “الوضع الطبي في إدلب وشمال غربي سوريا مأساوي للغاية، وجميع المشافي باتت عاجزة عن علاج الأمراض الخطيرة، وإذا لم تسمح تركيا للمرضى بالدخول للعلاج في أراضيها فإن قرابة 5000 شخص سوف يفارقون الحياة، والحكومة التركية هي السبب والمسؤولة عن النتائج”.

ومن ناحية أخرى، حمّل السيد مضر ما تسمى بـ “حكومة الإنقاذ” التابعة لمرتزقة تحرير الشام قسما من المسؤولية لعدم جديتها حيال الوضع المأساوي لتلك الحالات، مبررة تقصيرها بعدم إمكانيتهم الضغط على الحكومة التركية بهذا المجال، بحسب مضر.

عوض، والد طفل يدعى حمزة، مصاب بالسرطان منذ سنتين، حاول إدخال طفله لتلقي العلاج في المشافي التركية، إلا أن محاولاته لاقت الرفض من قبل الجانب التركي، ليترك ولده ينتظر قدره، بعد فشل مشافي إدلب في معالجته.

يقول عوض “إدارة معبر باب الهوى وتحديدا قسم العناية الخارجية رفضوا منح طفلي إحالة للداخل التركي، وذلك لكون الجانب التركي يرفض استقبال المرضى منذ فترة”، لافتا إلى أن وضع طفله الصحي يتأزم يوميا، حتى أن السرطان أدى لحصول فتحة في قلب ابنه.

ويردف “الوضع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه يشكل حاجزا أمامنا لإجراء عمل جراحي له، ناهيك عن عدم توفر الجرعات الكيميائية في المشافي الداخلية”.

لم يكن أبو حمزة الوحيد ممن صادفناهم بساحة الاعصام، وإنما هناك المئات من المواطنين من الذين حملوا أطفالهم بين أذرعهم، فقد تجمهر المئات من ذوي مرضى رفضت تركيا علاجهم في مشافيها.

وتعيش محافظة إدلب شمال غربي سوريا، وضعا مأساويا صعبا للغاية بحسب مواطنين، وزاد انتشار فيروس كورونا الأمر تعقيدا، حيث يتخوف ذوي المرضى من إصابتهم بالفيروس في ظل عدم وجود أي بوادر من قبل هيئة تحرير الشام للتصدي للوباء.