لكل السوريين

بداية مثقلة بالمشكلات… سوء الحالة الفنية للملاعب يخيم على الدوري السوري

مع انطلاق مباريات الدوري السوري الممتاز لكرة القدم لموسم 2025، شهدت مدينة حلب بداية مثقلة بالمشكلات، أبرزها تردي أرضية ملعبي “7 نيسان” و”الحمدانية”، ما أثار استياء واسعاً في الأوساط الرياضية والجماهيرية. إذ بدت أرضيات الملاعب غير صالحة للعب، حيث انتشرت التصدعات والحفر، وظهرت بقع ترابية وأخرى مغمورة بالمياه، الأمر الذي انعكس سلباً على أداء اللاعبين وزاد من مخاطر تعرضهم للإصابات.

الجماهير التي استبشرت خيراً بعودة الدوري بعد توقف طويل، عبّرت عن صدمتها من الحالة المتدهورة للملاعب، خاصة أن فترة التوقف كانت فرصة سانحة للصيانة. وتساءل كثيرون عن سبب غياب التحسينات رغم إعلان مشاريع سابقة لتأهيل بعض الملاعب، وعلى رأسها ملعب الحمدانية.

اللاعبون بدورهم أبدوا تخوفهم من الاستمرار باللعب على أرضيات بهذه الحالة، مشيرين إلى أنها تعيق الأداء الفني وتشكل خطراً على سلامتهم. وقال صبحي خليل، أحد مشجعي نادي الاتحاد، لـ”السوري”، إنهم فرحوا بعودة المباريات، لكنهم صدموا بواقع الملاعب، الذي لا يليق بمدينة أنجبت نجوماً وساهمت في صنع مجد الكرة السورية، محذراً من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى إصابات بين اللاعبين في وقت حرج تحتاج فيه الأندية إلى جميع عناصرها.

وفي محاولة لتفسير ما يجري، تحدثت “السوري” مع أحد الإداريين في ملعب “7 نيسان”، الذي أوضح أن الإمكانيات محدودة، ولا يوجد دعم كافٍ لتحسين أرضية الملعب، مضيفاً أن القائمين يعتمدون على أدوات بسيطة في عمليات الترميم، وسط غياب الدعم المطلوب من الجهات المعنية.

وبحسب مختصين، فإن ملعب “7 نيسان” يعاني من بنية تحتية متقادمة لم تخضع لأي تحديث جذري منذ سنوات، بينما يواجه ملعب الحمدانية مشكلات في الصيانة نتيجة ضعف الكوادر الفنية والإدارية، رغم الإعلان عن أعمال تأهيل سابقة. وقد ساهمت الحلول المؤقتة وعدم المعالجة الجذرية في تفاقم الوضع.

وقد تصاعدت مطالب الجماهير بضرورة محاسبة المسؤولين عن سوء البنية التحتية، وفتح تحقيق في مصير الأموال التي رُصدت لتأهيل الملاعب دون ظهور نتائج ملموسة. كما دعا عدد من مشجعي الأندية إلى إطلاق خطة إنقاذ رياضية تشمل تجديد أرضيات الملاعب وفق معايير دولية، وتوفير فرق صيانة متخصصة، وتخصيص ميزانيات مستقلة ومستدامة للقطاع الرياضي، مع تعزيز الرقابة على تنفيذ المشاريع.

ويأتي ذلك في وقت تعتبر فيه عودة الدوري السوري خطوة مهمة لإحياء النشاط الرياضي، لكن استمرار المباريات على ملاعب غير مؤهلة لا يهدد سلامة اللاعبين فحسب، بل يسيء أيضاً إلى صورة الكرة السورية، خصوصاً في مدينة مثل حلب، التي لطالما شكّلت ركناً أساسياً في المشهد الكروي الوطني.