لكل السوريين

المرأة الفلسطينية رمز للمقاومة النسائية في العالم

بقلم حياة الشيمي/ مصر

تخوض النساء العربيات معارك يومية كثيرة من أجل التقدم والتفوق بل حتى من أجل البقاء على قيد الحياة في مواجهة العنف سواء في الانقسامات والثورات والحروب الداخلية المشتعلة في بقاع عديدة من المنطقة العربية في العراق والشام واليمن وليبيا وفلسطين… ومواجهة العنف الممارس ضد المرأة في مجتمعاتنا التي مازالت تعاني من سوء الأحوال الاقتصادية والامنية والتعليمية والسياسية ..فتقاسي النساء في بلادنا من ظروف حياتية قاهرة وتمييز يقهر إرادة النساء وأحلامهن وامالهن .. ولكنهن رغم ذلك يقدمن التضحيات ويحققن بطولات نادرة تثبت أن المرأة كائن لا يستسلم مهما تكالبت عليها كل صنوف القهر.. فعلى الرغم من قسوة الأوضاع تقف المرأة في اباء وشمم معتزة بهويتها مدافعة عن حقوقها الإنسانية المشروعة.

وفي مقدمة هؤلاء النساء تقف المرأة الفلسطينية سواء في الداخل المحتل أو في الشتات ..ففي داخل فلسطين المحتلة تعاني النساء من سوء الأحوال الاقتصادية والاعتداءات الوحشية المستمرة والتهجير والأسر والتنكيل بها وسوء المعاملة داخل السجون الاسرائيلية ورغم ذلك لم تنكسر المرأة الفلسطينية أمام سجانيها.

فالمرأة الفلسطينية تعاني من سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحقها وحق جميع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال.

إن سياسة الإهمال الطبي هي واحدة ضمن العديد من الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسيرات والأسرى الفلسطينيين، الذين يعانون من أمراض مختلفة. . وتشير الإحصائيات إلى وجود 26 أسيرة فلسطينية مريضة تعاني من أمراض متعددة ومشاكل صحية، كأمراض القلب والغدة الدرقية والسكري والضغط، ومشكلات المعدة والأسنان، والعظام والعيون، إضافة إلى وجود أسيرات جريحات تعرضن لعنف مباشر من خلال استخدام الاحتلال للقوة المفرطة أثناء اعتقالهن. إن أثر سياسة الإهمال الطبي تؤدي الى سقوط العديد من الشهداء بعد تحررهم من الأسر.

اذ تُمعن سلطات الاحتلال بانتهاك حقوق الأسرى المكفولة بموجب الاتفاقيات والمواثيق الدولية فيما يتعلق بحق المعتقلين بتلقي العلاج اللازم والرعاية الطبية اللازمة بينما التي تتنصل سلطات الاحتلال من  التزاماتها.

كذلك تعاني الأسيرات اللواتي أنجبن أطفالهن داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ اللحظة الأولى لاعتقال الأسيرة الفلسطينية الحامل، وتبدأ معاناتها على يد سلطات الاحتلال الإسرائيلي. فتخضع لأساليب تحقيق قاسية، تشمل الشبح والضرب والتخويف والمنع من النوم والحرمان من الطعام لفترات طويلة …الخ،  دون مراعاة وضعها الصحي كونها حامل؛ لدرجة أن بعض الأسيرات تعرضن لمحاولة إجهاضهن.  للضغط عليهن لانتزاع اعترافات يريدونها.

ولا تتوقف المعاناة عند عذا الخد بل انه يتم تقلهن الى غرف تفتقر إلى الحد الأدنى من البيئة الصحية؛ فلا شمس، ولا تهوية، لا تغذية مناسبة، ولا عناية طبية للوالدة أو الجنين.

ولا تقتصر معاناة الأسيرة الحامل على مرحلة التحقيق، ولا تنتهي بانتهاء عملية الولادة؛ بل تمتد إلى ما بعد ذلك.

فيعامل طفلها كأسير يشارك والدته الجدران والقضبان والمعاناة، وليس كطفل مولود رضيع بحاجة إلى توفير مستلزمات خاصة من راحة وعناية صحية فائقة وغذاء وحليب وتطعيمات ضرورية وغيرها؛ ليحرم من أبسط حقوق الطفولة، ويتعرض لأقسى أنواع القهر والحرمان كأمه الأسيرة، لدرجة مصادرة حاجاته الخاصة وألعابه التي يأتي بها الصليب الأحمر.

وقسوة السجان لا تنتهي عند هذا الحد؛ بل تصل إلى التفريق بين الأم وطفلها عندما يبلغ سن السنتين؛ ويمتد التنكيل بالأسيرات حتى بعد وفاتهن اذ تحتجز الجثامين ولا يسمح بتسليمها إلى الأهل..

وهذا ملخص بسيط لمعاناة الأسيرات داخل سجون الاحتلال.

واما في الشتات مازالت المرأة الفلسطينية تحافظ على هويتها وتراثها وتورثهما للأجيال القادمة كاللغة والملبس (الزي الفلسطيني المطرز) والعادات والتقاليد والطعام والشراب. فما من منزل فلسطيني تدخل اليه الا وتتناول فيه المقلوبة الفلسطينية والزعتر والمكدوس وكل المأكولات الفلسطينية الشهية التي انتشرت في كل أنحاء العالم..

فالمرأة الفلسطينية تورث لأبنائها وبناتها تراث الأجداد.. ومفتاح العودة والانتماء للوطن وحلم الرجوع الذي يناضل من أجله كل فلسطيني.