لكل السوريين

ضرورة ملحة.. الإدارة الذاتية تؤكد على خيار الحوار الوطني، والابتعاد عن عقلية البعث، والتصدي لأطماع تركيا التوسعية

تقرير/ أحمد الحمود

أكد حسين عثمان، الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، خلال حوار خاص مع صحيفة السوري، أن سبب سقوط النظام السوري السابق يعود إلى تمسكه بسياسات التعنت والإقصاء، مشيرًا إلى أن النظام السابق حكم بعقلية إلغاء وسيطرة الحزب الواحد على مفاصل الدولة، مما أوصل البلاد إلى مرحلة الانفجار الشعبي.

وأوضح عثمان أن النظام البعثي استخدم قرارات ديكتاتورية ومستبدة أدت إلى غضب شعبي واسع، وعندما انطلقت الثورة السورية في عام 2011، واجهتها السلطات بالقمع عبر القنابل والطائرات، في محاولة لإخماد احتجاجات شعبية رفعت شعارات تنادي بالحرية والكرامة والعدالة.

عقلية البعث لا تصلح لإدارة سوريا

وأشار إلى أن نهج النظام السوري المستبد، القائم على “القتل والتدمير”، كان يهدف فقط إلى الحفاظ على السلطة، وأضاف أن الشعب السوري تمكن، رغم الظروف الصعبة، من الانتصار على هذه العقلية، مهنئًا السوريين على إسقاط نظام البعث وبناء إرادة جديدة نحو الحرية والعدالة.

كما دعا إلى إدارة سوريا بطريقة تعكس تنوعها الثقافي والاجتماعي، مشددًا على أن تجربة النظام البعثي التي استمرت لخمسين عامًا أثبتت فشلها، وأكد أن الإرادة الشعبية ستصوغ مستقبل سوريا الموحدة سوريا الجديدة.

الإدارة السورية مطالبة بإشراك جميع المكونات والأطياف

وفي سياق الأحداث المتسارعة في سوريا، دعا الإدارة السورية الجديدة إلى تعزيز المشاركة الشاملة لمختلف مكونات المجتمع السوري، وقال: “نحن بحاجة إلى مرحلة جديدة تتسم بالتشارك والبناء، حيث يجب أن تشمل العملية السياسية جميع الأطياف لضمان مستقبل أفضل لسوريا”.

وأضاف أن المرحلة الحالية تتطلب الاستفادة من أخطاء الماضي وتعزيز العدالة والمساواة، مؤكدًا أن الإدارة الذاتية تدعم مشاركة جميع السوريين في رسم خارطة الانتقال السياسي.

الحوار الوطني ضرورة ملحة

وعن الحوار الوطني المرتقب قال: “نحن بأمس الحاجة لعقد المؤتمر الوطني ويجب عدم الارتهان للأجندات الخارجية والتخلص من ضيق الأفق، كما لن نسمح كسوريين بتدخل أحد في رسم مستقبل سوريا ونتمنى من الجميع المشاركة والمطالبة بعقد مؤتمر وطني جامع يمثل كافة شرائح الشعب السوري”.

كما أشار إلى أنَّ هناك قوى سياسية فاعلة مُنذ انطلاق الثورة يجب أن تشارك في المؤتمر، ونأمل بأن تضم اللجنة التحضيرية كافة المكونات والقوى السياسية، مُضيفاً كنا دائماً ندعو إلى الحوار واليوم نحن بأمس الحاجة له أكثر من أي وقت مضى لرسم مستقبل البلاد وضمان حقوق كافة مكونات شعبها.

مبادرة الإدارة الذاتية لاقت استجابة من بعض الأطراف السورية

وتحدث حسين عثمان عن المبادرة التي أطلقتها الإدارة الذاتية بعد سقوط نظام الأسد، قائلاً: “نحن في الإدارة الذاتية قدمنا مبادرة بعد سقوط النظام من أجل الحوار السوري – السوري وحققت استجابة لدى البعض، ويجب الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وحماية سيادتها، لذا نؤكد على هذين البندين، خاصة أنَّ دائماً ما تتعرض سوريا لخروقات في السيادة من قبل القوى الإقليمية والدولية”.

وذكر الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي المكونات السورية التي تتبنى مشروع اللامركزية، إذ قال: “نحن على تواصل مع جميع مكونات الشعب السوري وجميع الأطياف من كل الأراضي السورية بشكل دائم، وقبل سقوط النظام أيضاً، وذلك لمناقشة مستقبل سوريا والمخاوف المشتركة”.

تركيا لا تريد الاستقرار لسوريا

كما أرجع أسباب استمرار الدولة التركية في شن الهجمات على إقليم شمال وشرق سوريا، إلى أطماعها التوسعية واستغلال الوضع لصالحها، مُشيراً إلى أنَّ التدخلات التركية سلبية، وتحاول تركيا الاستفادة من حالة الفوضى لضمان موطئ قدم في سوريا واستغلال أكبر مساحة موجودة في سوريا.

وأضاف، ما نشهده حالياً من تصعيد عسكري دليل واضح على أنَّ ما تقوم به تركيا ليس الحفاظ على حالة الاستقرار والهدوء في سوريا، إنما زعزعة هذا الاستقرار الذي يجب أن يكون موجوداً للالتفات إلى رسم مستقبل البلاد.

وتابع: “للأسف تستمر تركيا بالتعدي على سيادة الأراضي السورية ووحدتها، وتحاول دائماً أن تعتدي على مناطق الإدارة الذاتية بحجج أصبحت معروفة لدى الجميع”.

فلنبتعد عن خطاب الكراهية

ونوّه إلى ضرورة أن تكون جميع الخطابات تهدف لتوحيد الشعب السوري، ونشر سياسة التسامح والمحبة بين السوريين، فهُم عانوا الكثير حيث لا توجد عائلة في سوريا إلا وقد عانت.

وأردف: “نحن بحاجة ماسة إلى التعاضد والمحبة، وإلى كلمة توحد السوريين وليس إلى الخطاب المثير للخوف، كما يجب الابتعاد عن لغة التخوين، والحفاظ على إرثنا الثقافي والحضاري في سوريا”.

وفي ختام حديثه قال حسين عثمان، الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، “نتمنى أن تصل سوريا أخيراً إلى بر الأمان وبناء سوريا الجديدة الديمقراطية التعددية التي تقوم على حق المواطنة لجميع السوريين”.