أثارت الزيارة غير المعلنة التي قام بها بشار الأسد إلى روسيا، العديد من التساؤلات حول الأسباب والدوافع وراء هذه الزيارة التي جاءت في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط توترات متزايدة، وتغيرات ملفتة في التحالفات الإقليمية.
وبحسب بيان صدر عن الكرملين، “بحث بوتين مع الأسد التصعيد في الشرق الأوسط على خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، إضافة إلى بحث العلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين”.
وذكرت وكالة رويترز نقلاً عن الكرملين أن “الرئيس وضيفه ناقشا مجموعة كبيرة من القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط، ومنها احتمال عقد اجتماع بين الأسد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.
وتوقع المراقبون أن تكون لهذه الزيارة تأثيرات مهمة على جهود تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق في ظل الأوضاع المعقدة في سوريا، ومحاولات دمشق فك عزلتها المستمرة لأكثر من عقد من الزمن، وإعادة تسويق نظامها محلياً وعربياً ودولياً.
ولكنهم ربطوا فاعلية هذه التأثيرات بكيفية تفاعل النظام التركي مع التحركات السورية الروسية.
جهود روسية
قال المتحدث باسم الكرملين “إن روسيا ترغب في أن تحسّن تركيا وسوريا علاقاتهما”.
وذكر دميتري بيسكوف أن “مسألة تيسير إجراء اتصالات بين الأتراك والسوريين مدرجة بالفعل على جدول الأعمال الروسي لتنسيق اجتماع بين الرئيسين”.
ولم يؤكد بيسكوف عقد الاجتماع في موسكو، وقال إنه لا يستطيع تقديم المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع في الوقت الحالي.
وأفاد بأن الكثير من الدول مهتمة بمساعدة البلدين على إقامة العلاقات لأهمية ذلك للمنطقة بأسرها.
وكانت موسكو قد استضافت في بداية شهر نيسان الماضي اجتماعاً رباعياً ضمّ نواب وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران وسوريا، في ضوء سعيها لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق،
وجاء في البيان الختامي لهذا الاجتماع “اتفقت الأطراف على إعداد خارطة طريق للنهوض بالعلاقات التركية السورية، والتنسيق مع وزراء الدفاع والاستخبارات في هذه الدول”.
ومن جانبها، نقلت صحيفة الصباح التركية عن مصدر مطلع قوله “إن الاجتماع بين الأسد وأردوغان ربما يعقد في آب المقبل، وسيكون الرئيس الروسي وسيطاً في المحادثات بين الرئيسين”.
مفاجآت إيجابية
توقعت صحيفة “يني شفق” التركية حدوث مفاجآت إيجابية في سوريا، وذكرت أن أنقرة نجحت نسبياً في التفاهم مع دمشق لمواجهة العديد من التحديات التي تواجه البلدين وأن ذلك ربما يؤدي إلى استقرار المنطقة بشكل عام.
وتحدث التقرير الذي نشرته الصحيفة عن حالة جديدة تواجهها المنطقة، حيث بدأت واشنطن تناقش إمكانية سحب قواتها من سوريا للتركيز على الصين، وهو ما سيشكل تطوراً يغير قواعد اللعبة ويكسر التوازن الحالي، فمجرد مناقشة هذا الاحتمال جعل الأطراف المختلفة تبدأ في التحضير لفترة ما بعد الولايات المتحدة في سوريا، لتجنب توترات جديدة، وأضاف أن “هذه الاستعدادات من قبل الفاعلين المختلفين تشير إلى تحولات محتملة في المتغيرات الإقليمية وقد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في المواقف والتحالفات”.
وأشار التقرير إلى “أن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا قد يجبر الأسد على إعادة تقييم سياساته والبحث عن طرق تواصل مع تركيا، وهو ما قد يؤدي إلى تغييرات في السياسات الإقليمية والسورية بشكل عام”.
يذكر أن الأسد أكد في وقت سابق من الشهر الجاري أنه سيجتمع مع أردوغان إذا تمكّن البلدان من التركيز على القضايا الأساسية المتمثلة في دعم أنقرة للإرهاب وانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.
وكان رئيس النظام التركي قد دعا الأسد هذا الشهر، إلى لقائه في تركيا أو أي بلد آخر، كما بدأ مسؤولون من البلدين عقد لقاءات أمنية ثنائية بوساطة روسية.