لكل السوريين

المشافي الحكومية بطرطوس عاجزة تماما أمام انتشار مرض الكريب

تقرير/ أ ـ ن

حلت على عدد كبير من أهالي الساحل موجة كريب حاد، وهو مرض فيروسي معد يصيب السبيل التنفسي العلوي، ويؤثر بشكلٍ خاص على الأنف، كما يؤثر على الحلق والحنجرة وَالجيوب المجاوِرة للأنف.

السيد الدكتور عزام طبيب داخلية في منطقة القدموس، أوضح لنا قائلا: تبدأ علامات وأعراض المرض بالظُّهور بعدَ أقل من يومين من التعرض للفيروس، وتشمل هذه الأعراض السعال والتهاب الحلق وسيلان الأنف والعطاس والصداع والحمى، وموجة الكريب تصيب عدد كبير من الكبار والصغار، وتبدأ بالتهاب الحلق او التهاب الاذن الوسطى الوهن العام الرشح الطويل يمتد أكثر من أسبوع، مع ألم رأس وآلام عضلية آلام مفاصل ارتفاع حرارة وضيق تنفس عند بعض الحالات، قد يكون الكريب بسبب اختلاف درجات الحرارة والطقس المتقلب والتعرض للهواء البارد بعد الخروج من مكان دافئ والعكس.

أضافت الدكتورة فايزة وهي طبيبة اخصائية بأمراض لجهاز التنفسي في الشيخ بدر: الشائع عندنا هو أن الكريب يبدأ بأعراض مختلفة وخفيفة الى متوسطة الى شديدة

لذلك أنصح دائما باستشارة طبيب مختص واتباع الإجراءات الاحترازية بالإضافة الى الغذاء الصحي، وتهوية المنازل والتعقيم، وفي هذه الأيام ينتشر بشكل كبير مرض الكريب الحاد بشكل كبير بين السكان، وأوضحت أن الفيروس المسبب للمرض، لا يستجيب للعلاج بالأدوية العادية، ويحتاج نوعيات أقوى من المضادات الحيوية الاعتيادية من الجيل الثاني والثالث.

الآنسة منار مدرسة ابتدائي في مدينة صافيتا، قالت: موجة كريب قوية والتهاب بلعوم وسعال تضرب سكان الساحل السوري كبار وصغار، حسب ما تناقله وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يعاني المريض من صعوبة في التنفس واحتقان وانعدام حاسة الشم والذوق وحرارة وسعال حاد، وأن المستوصفات الطبية التابعة للحكومة السورية في المدينة، عاجزة عن تقديم العلاج اللازم للمرضى، الذين تجاوز عددهم المئات، لعدم توفر الأدوية اللازمة وتجاهل مشافي الحكومة تقديمها للأهالي، بذريعة عدم توفرها، أن أهالي المدينة يضطروا لشراء الأدوية على نفقتهم الخاصة مع تجاوز قيمة العلاج المائة ألف ليرة، ما يحملهم أعباء مالية كبيرة مقارنة بدخلهم.

أضافت زميلتها الآنسة سعاد وقالت: مو بس أدوية التهاب بسعر السوق السوداء أغلب الأدوية بقلولك ع الحر، وأنو يصير الدوا بسعر الحر، حرام شو عم يصير، وأن قسما من المرضى لجأ أيضا للعلاج عبر الأعشاب الطبيعية، لعدم تزويدهم من قبل مشافي النظام بالأدوية اللازمة من جهة، وعجزهم عن شرائها على نفقتهم الخاصة من جهة أخرى.

السيدة تغريد وهي مهندسة زراعية موظفة في زراعة طرطوس قالت بتهكم شديد:

موجة كريب عامة ومخيفة انتشرت بالمحافظة ، واصابت الكبار والصغار، أسعار الادوية أصبحت مرهقة جدا، ويا ويل الإنسان الذي يمرض، وتجار السوق السوداء يلعبون بمرح في قطاع الأدوية، مثلا: دواء أوغمنتين عيار 1000 متوفر بعد انقطاع لكن بالنشرة الجديدة اصبح سعر العلبة 14حبة ما يساوي54الف ليرة سورية، وسعر دواء ازيترومايسين33الف ليرة سورية 3حبات بالعلبة عيار500 ملغ, 8000ليرة سورية اصبح سعر ظرف سيتامول 10حبات عيار500ملغ،  سابقا يتم فقدان جميع أدوية الالتهابات دفعة واحدة من السوق، بدون أن تتدخل الجهات المعنية لتوفيرها خاصة أن هذه المشكلة يعاني منها الجميع منذ أسبوعين تقريبا، وبهذا الأسعار ماذا سيفعل من يصاب بالكريب أو التهاب البلعوم خاصة أننا في بداية فصل الشتاء؟ الحل لمشكلة غلاء أدوية الالتهابات والمسكنات، تراه تغريد سهلا جدا وبدون أن يتكلف المواطن عناء علبة دواء وهو أن يشرب المريض الزهورات والبابونج بالإضافة لفيتامين سي.

الصيدلي غيث في الشارع الرئيسي بالشيخ بدر أوضح قائلا: أن أساس المشكلة هو ارتفاع سعر الدولار حيث رفعت الوزارة الأسعار مرتين استجابة لطلب المعامل، ولكن يصر المندوبون على رفع أسعار الأدوية باستمرار، فقد بات من المعلوم للجميع أنه عند تزايد الطلب على أصناف معينة يقوم مندوبو المستودعات الطبية بعرض تلك الأصناف على الصيادلة بسعر أعلى من التسعيرة التي يحاسبنا الزبون عليها، وأضاف: ناهيك أنه في ظل النقص الحاد في أدوية الالتهابات نعاني مع المندوبين لكي يعطونا عدد محدود جدا من أدوية الالتهاب.

المشكلة ذاتها أشارت إليها الصيدلانية فريال، مضيفة: الأسوأ من ذلك هو قيام مندوب مستودع الأدوية بابتزاز الصيدلي وإجباره على شراء أصناف دوائية لا يريدها أو شارفت على انتهاء مدة صلاحيتها مقابل أن يعطيه : كم علبة دواء التهاب، المشكلة وراء الغلاء الحاد في أدوية الالتهاب ، يعود إلى تهريب الأدوية إلى دول مجاورة كالعراق وبيعها هناك بسعر أعلى من سعرها المحدد في سورية، كنوع من الضغط على وزارة الصحة  التي خضعت ورفعت الأسعار مجدداً بحجة ارتفاع تكاليف الإنتاج وأن عملية تصنيع الدواء ما عادت توفي مع أصحاب معامل الأدوية، وهنا وقعت الطامة الكبرى على رأس المواطن وزاد الركود بالصيدليات وتكدست الادوية عندهم بأسعارها الجديدة، فيبدو مشي الحال لدى أصحاب المعامل والموزعين لكن أعيقت أمور الصيادلة وتم حصر المواطن بزاوية الحاجة والاضطرار وقصر الحيلة وضعف  الدخل.

السيد وسيم وهو مهندس معلوماتية ولديه طفلين قال لنا: إن تكلفة علاج الكريب تتراوح بين 65-80 ألف ليرة سورية، وكحد أدنى، وذلك في حال دفع المريض فقط تكلفة دواء مضاد الالتهاب والرشح والسعال وخافض الحرارة والمسكن.

السيدة وصال وهي موظفة في مرفأ طرطوس بينت لنا: أن هناك بعض الصيادلة بدأوا يشتكون من الركود في بيع بعض أصناف الأدوية نتيجة ارتفاع الأسعار، موضحة أنه بعد أي رفع أسعار الأدوية يفاجأ المواطن بسعر الدواء الجديد ولو كان على علم بنشرة الأسعار الجديدة، وبالتالي فإن بعض المرضى من الممكن أن يستغنوا عن بعض الأدوية نتيجة ارتفاع أسعارها.

الصيدلانية نهلة في بانياس قالت لنا: لم يعد هناك حجة لفقدان أي نوع من الأدوية بعد صدور نشرة الأسعار الجديدة من وزارة الصحة والتي بموجبها رفعت أسعار الأدوية، يجب أن تسير الأمور نحو الأفضل وخصوصا بعد توافر العديد من الأصناف المفقودة خلال الأيام الماضية وبانتظار استيراد مواد أولية داخلة في إنتاج الأدوية لتوفير ما تبقى من الأصناف المفقودة وخصوصا ما يتعلق بتوفير المواد النوعية، وبمعنى أن هناك أدوية مفقودة توافرت مباشرة بعد رفع أسعار الأدوية على حين أن بعض الأدوية المفقودة لم تتوافر بعد بسبب عدم توافر المواد الأولية الداخلة في إنتاج الأدوية وهي تحتاج إلى وقت حتى يتم استيراد هذه المواد، ومن المتوقع أن تتوافر هذه الأدوية مع بداية العام القادم.