لكل السوريين

رغم محاولات القضاء عليها تستمر ظاهرة التسول بطرق جديدة

السوري/طرطوس- الظاهرة مستمرة منذ سنين طويلة، لا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها غالبية الناس، ولكن التسول ليس حلاً، ولا يمكن أن يصبح مصدر دخل لفئة طفيلية سمحت لنفسها بسؤال الناس لحاجة حقيقة، أو سعياً وراء الكسب دون جهد، في الوقت التي ترفض فيه الكثير من الأرامل وأصحاب الحاجة الوقوف مكانهم رغم حاجتهم الحقيقة، رغم كل محاولات الجهات المعنية من اجل القضاء على هذه الظاهرة، ولكن الواضح أنها أصبحت عصية على الحل.

فمن هذه الإجراءات التي قامت مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في طرطوس وفي اللاذقية خلال عام ٢٠١٩ نجد أنها خصصت رقم هاتف، وأطلقت حملة (ساهم صح) ولو أن المساهمة لم تعد مجدية مع هذه الظاهرة، كما أحدثت مخافر مركز رعاية وتشغيل المتسولين والمشردين، وذلك ضمن تجمع معاهد الرعاية الاجتماعية ، مهمة المخافر حماية مراكز ملاحظة الأحداث الجانحين، وحماية الأشخاص الموجودين بداخلهم، والقيام بجميع الإجراءات القانونية اللازمة، ومن بينها فتح الضبوط الخاصة بحالات التشرد.

كما تقوم المخافر بمهام مؤازرة دوريات مكافحة التسول والتشرد التابعة لمديريات الشؤون الاجتماعية والعمل، بالرغم من انتشار لظاهرة التسول التي باتت مظهراً منفراً في شوارع وساحات طرطوس واللاذقية لا سيما في  شهر رمضان وبسبب إغلاق المساجد حيث أن معظمهم كانوا يقفون على باب المسجد دبر كل صلاة.

ونشير إلى أساليبهم المكشوفة من ادعاء المرض، وثمن ربطة خبز وأجرة طريق وغيرها من الطرق الملتوية، ولن نتوقف أيضاً عند إصرار الكثير منهم على التسول رغم القدرة على العمل، إذاً هم امتهنوا التسول، ربما لأنه أسهل، وهو يحقق لهم دخلاً جيداً قياساً بأي عمل آخر، ورأس مال هذه اللامهنة هدر الكرمة والكذب وهم يجيدان الاثنين، ومن هنا تأتي ضرورة اتخاذ إجراءات حقيقة وليس صورية بحق هؤلاء.

وفي إطار السعي للقضاء على ظاهرة التسول نجد أن المديريات وضعت في العام الماضي وسائل نقل (سرفيس) في خدمة مكتب مكافحة التسول لاستخدامها بداعي العمل الوظيفي في هذا المجال، وخصصت  امكنة في مراكز الأحداث الجانحين بهدف رعاية المتسولين الذكور، فيما خصصت أمكنة اخرى في مراكز الفتيات الجانحات ، وذلك ريثما يتم تجهيز وترميم مراكز رعاية وتشغيل المتسولين في مراكز ملاحظة الأحداث الجانحين ، ولكن على ما يبدو فإن جميع ما تقدم من إجراءات افتراضية لم تتم ترجمة أي منها على أرض الواقع والدليل أعداد المتسولين.

أما حملة (ساعدهم صح) لمكافحة ظاهرة التسول المنتشرة بكثرة في محافظات طرطوس و اللاذقية فقد تم إطلاقها هي أيضاً في العام المنصرم بهدف القضاء على هذه الظاهرة غير الحضارية من خلال جولات مستمرة للضابطات العدلية التابعة للمديريات بالتعاون مع قيادات شرطة المحافظات بغية الوصول إلى أحياء وشوارع نظيفة من المتسولين، وقد ركزت الحملة إلى قمع المجموعات أو العصابات  التي تعمل على استغلال  الأطفال وليس على ملاحقة هؤلاء الأطفال، وكان ثمة برنامج عمل جيد وشامل لو تم تنفيذه حقاً ولكن تبقى هناك حلقة مفقودة في هذا الملف بين الكلام الرسمي وأرض الواقع.

تقرير/ اـ ن