لكل السوريين

باستثناء كورونا.. ثلاثة أوبئة تهاجم مخيما للنازحين شمال سوريا

السوري/ إدلب ـ تشهد مخيمات النزوح في شمال إدلب انتشارا كبيرا للأوبئة، في ظل فوضى عارمة تشهدها المنطقة الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا).

ويلقي الأهالي القاطنون في المخيمات اللوم على ما تسمى بحكومة الإنقاذ التي تواصل تعمدها إهمال المخيمات التي تكتظ بنازحين من مختلف المناطق السورية.

أم أحمد، نازحة من ريف حماة الشمالي، تقيم في مخيم دير حسان، شمالي إدلب، تقول لمراسلنا “أنا أم لـ 8 أطفال، ثلاثة منهم أصيبوا بالجرب لعدم توفر المياه النظيفة والمعقمات في المركز الصحي التابع للمخيم، فالأوساخ تغزو المكان هنا وهناك”.

أم خالد، أيضا نازحة وتقيم في المخيم ذاته، أكدت أنها مصابة بداء اللشمانيا (حبة حلب)، وكل أسبوع تذهب إلى مشفى باب الهوى لتلقي العلاج، لكنها تعاني من صعوبات عدة، تكمن في عدم توافر العلاج في المشفى بشكل جيد، بالإضافة إلى تحملها أعباء أجور السيارات المرتفعة.

ولا يعد داء اللشمانيا والجرب وحدهما الداءين المنتشرين في مخيمات شمال غرب سوريا، فقد أكد مراسلنا أن الملاريا أيضا باتت تنتشر بشكل كبير في المنطقة، لافتا إلى أن مناشدات السكان لم تجد آذانا صاغية من قبل المنظمات العاملة في الشمال السوري المحتل من قبل تركيا.

وشهدت منطقة شمال غرب سوريا أيضا انتشارا لفيروس كورونا المستجد، ليزيد من معاناة السكان المحليين، في وقت تفتقد فيه المنطقة لأدنى درجات التنظيم من قبل هيئة تحرير الشام متمثلة بحكومة الإنقاذ.

أم ثائر، نازحة من ريف دمشق، أشارت إلى أنها وأطفالها لم تستحم منذ 5 شهور بسبب قلة المياه وازدحام حمامات المخيم، الأمر الذي يجعلها تضطر إلى أن تكون عرضة للأمراض هي وأطفالها.

الدكتور خالد، إخصائي الأمراض الجلدية في المخيم، أفاد صحيفتنا أن الأمراض تنتشر بشكل كبير في المخيم، وذكر أبرزها ’’اللشمانيا، الجرب، الملاريا، لافتا إلى أنهم رغم رفعهم للجاهزية القصوى إلا أنهم يفتقرون للمواد الطبية التي تساعدهم في مجابهة الأوبئة.

وأكد خالد أن ما تسمى بوزارة الصحة في ما تسمى حكومة الإنقاذ لم تقدم أي مساعدات تذكر، معبرا في الوقت عينه عن تخوفه من انتشار وباء كورونا الذي عجزت دول عظمة بحسبه، عن التصدي له.

خالد، أوضح لمراسلنا أن هناك قرابة الـ 650 حالة مصابة باللشمانيا، وما يقارب الـ 200 حالة مصابة بالملاريا، مشيرا إلى أنه في حال لم يتم الاهتمام بالمخيم أكثر فإنه سيصبح عرضة وبؤرة للشمانيا والجرب والملاريا.

ووصل عدد القاطنين في مخيمات إدلب إلى قرابة الـ (791.640) شخص بحسب مركز مختص بإحصاء النازحين في سوريا.

وأدت العملية العسكرية التي شنتها الحكومة السورية المسنودة بالطائرات الروسية إلى نزوح ما يقارب المليون ومئتي ألف شخص بحسب ما ذكره المرصد السوري، ليصبح العدد الكلي للنازحين القاطنين في شمال إدلب بقرابة مليوني إنسان.

تقرير/ عباس إدلبي