حلب/ خالد الحسين
بانتظار نتائج عملية للجهود النظرية المبذولة ضمن الاجتماعات المنعقدة داخل الغرف المغلقة، لدراسة ملف الأمبيرات الأسود وايجاد السبل الكفيلة بالمعالجة ومكافحة الشطط والتجاوزات الكبيرة الحاصلة، سنحاول بدورنا تنشيط تلك الجهود الذي أخذت “رقدة” على غرار العادة، بلفت نظر المعنيين إلى واقع التمادي من قبل تجار الأمبيرات الذي يولد حالات صعق تصيب المواطن بحالات “اختلاج” المعاناة”.
كل المفردات والجمل المتعلقة بسياق الأمبيرات، محلها الرفع في قصة حلب المأساوية معها، رغم أن النصب هو العلامة البارزة فيها، إذ تمارس التسعيرة رياضة القفز الحر بشكل مزاجي متواتر ومتفاوت، غير منسجم مع مدة ساعات التغذية الأمبيرية التي لا تراعي تعويض فاقد ساعات للتغذية للكهرباء النظامية، وتسعيرة نفس عدد ساعات الوصل في منطقة، تزيد عن منطقة أخرى بعشرة ٱلاف وأكثر.
والأمر الذي يدعو إلى السخرية، أن أصحاب المولدات يخطرون المشتركين لديهم بالزيادة عبر الرسائل النصية، التي يفرضون فيها إرادتهم، ويذيلونها بعبارة شاكرين تعاونكم، أي يجلدون المواطن بسياط الجور ويشكرونه على بلع الوجع، مع قيامهم” اصحاب المولدات” بحركة خبيثة وهي زيادة مدة التشغيل في يوم بث الرسائل، لتخفيف وامتصاص وقع الصدمة على المشترك.
ولا يعطي تجار الأمبيرات الفرصة للمشتركين لديهم بالإحساس بالغبن الأحادي الجانب عن غيرهم، فلا يكاد أحد المواطنين يبث شكوى رفع صاحب المولدة التي يشترك فيها قيمة الاشتراك، حتى يشاطره الٱخرون الهم الذي يتبين بأنهم فيه سواء، وكأن تجار الغفلة تواطؤوا معاً ضده.
واقع الحال يشي بأن النفخ في قربة مقطوعة هو العنوان الأبرز لملف أمبيرات حلب، الأمر الذي أكده كلام” محمد مورنلي” وهو أحد القاطنين في المناطق التي لا تصلها التغذية الكهربائية النظامية، بقوله بأن معاناة المواطن مع الأمبيرات وتجارها مثل الفالج الذي لا علاج يرجى منه، طالما هناك أظهر فساد تحميه وتغطي عليه لدواعي انتفاعية، والدليل حسب جاره “حسام” بأن جميع الشكاوى المتعلقة بضرر الأمبيرات المادي والبيئي والصحي تذهب أدراج الرياح، ويتعامل معها اصحاب المولدات المسنودين حسب رأيه، بطريقة” اسمع وسطح.. مين سائل عليكم”!.
وأسرّ لنا “أبو حسن” الموظف الحكومي، بأنه حفظ رقم ابنه لدى محاسب المولدة التي يشترك فيها، تحسباً من جلطة تصيبه جراء الرسائل الدورية التي تعلم بزيادة قيمة لاشتراك، في الوقت الذي يكرس فيه مردود العمل المسائي لتغطية قيمة الاشتراك بالأمبيرات في ظل عدم ثقته باستقرار واقع الكهرباء النظامية ليلغي الاشتراك بالأمبير، أو قدرته على تركيب منظومة الطاقة الشمسية المكلفة.
ومن ضمن الذين سبرنا انطباعاتهم، وحدها الأرملة “أم مهند ” التي تقطن في الإسماعيلية، تمكنت من التعامل مع صاحب مولدة الامبير التي تشترك فيها، عندما أعلمها بزيادة قيمة الاشتراك الأسبوعي من ٧٠ ألفاً إلى ٩٠ ألف، إذ رفضت دفع هذا المبلغ، وهي التي تقطع من فمها وفم عيالها لتوفر قيمة الاشتراك كما أكدت لنا، وعندما سألها صاحب المولدة كما تروي لنا: ” أين تعيشين وكأنك منفصلة عن الواقع، وجميع اصحاب الامبيرات يرفعون التسعيرة بصورة أكبر”، ردت عليه بأنه وأمثاله عديمي الضمير حسب تعبيرها، هم المنفصلين عن واقع البلد وأحوال الناس التي تركض خلف لقمة العيش ولا تجدها في ظل الأوضاع الاقتصادية و المعيشية القاهرة، مع تدني مستوى الدخل يقابله التضخم و الانفلات في الأسعار بشكل عام، لينصاع صاحب المولدة لرغبتها ويستثنيها من الزيادة، مع ” طرقها” منية بأنه راعى وضعها.