لكل السوريين

عون يحذّر من شبح الحرب الأهلية والمعارضة تقاطع مؤتمر بعبدا

حذر الرئيس اللبناني ميشال عون الخميس من فتنة طائفية في بلاده تستغل غضب الناس من تردي الأوضاع الاقتصادية فيما قال رئيس وزرائه حسان دياب إن ما يهم اللبنانيين الآن هو تأمين المتطلبات الحياتية التي عصفت بها الأزمة الأخيرة.

وجاءت تصريحات عون، ودياب في افتتاح جلسة اللقاء الوطني الذي ينظم في قصر بعبدا الرئاسي قرب بيروت، ويشارك فيه زعماء لبنان كما غاب عنه رؤساء الحكومات السابقين، وعلى رأسهم سعد الحريري رئيس تيار المستقبل، وهو ما يشير إلى أن مسعى الرئيس ميشال عون، وفريقه لم ينجح في جعل الحوار جامعًا لكل القوى السياسية خصوصًا التي تصنف نفسها معارضة.

كما قاطع اللقاء رؤساء أحزاب مسيحية من ذلك القوات اللبنانية، والكتائب، وتيار المردة.

وقد انتقد هؤلاء أداء السلطات معتبرين أن الأولوية يجب أن تنصب على اتخاذ اجراءات إنقاذية ملحّة لوضع حدّ للانهيار الاقتصادي المتسارع الذي يدفع المواطنين للنزول إلى الشارع.

فيما يشارك في اللقاء ممثلون عن حزب الله.

وعلى وقعِ اللقاء الوطني تحرّك المتظاهرين على طريق قصر بعبدا مطالبين السلطة السياسية الحاكمة بالرحيل رافعين علم لبنان، ومرتدين كمامات في ظل جائحة كورونا مرسومًا عليها علامة”x”  تعبيرًا عن الرفض التزامًا بالدعوة إلى اعتصامات صامتة.

وانتقد مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي عنوان الاجتماع، وغرّد أحدهم، ويدعى حمزة “انهيار اقتصادي، انهيار منظومة مصرفية، دولار يطير.. فقر حاد وكورونا. ما الحلّ؟ لقاء في بعبدا لنؤكد على السلم الأهلي ودرء الفتنة!”.

وكتب طوني معوض “ما هذه المسرحية؟” مرفقة بوسم #لقاء_بعبدا. كما غرّد حسين فواز مستخدماً الوسم ذاته “لست أدري كيف من عاث فيها فساداً سيصلحها”.

واعتبر الرئيس اللبناني ما جرى في الشارع في الأسابيع الأخيرة يجب أن يكون إنذاراً لنا جميعاً للتّنبه من الأخطار الأمنية التي قرعت أبواب الفتنة من باب المطالب الاجتماعية.

وأضاف: “ليس أي إنقاذ ممكناً إن ظلّ البعض مستسهلاً العبث بالأمن، والشارع، وتجييش العواطف الطائفية، والمذهبية، ووضع العصي في الدواليب”، مشدداً على أنّ “السلم الأهلي خط أحمر والمفترض أن تلتقي جميع الإرادات لتحصينه، فهو مسؤولية الجميع”.

وأوضح “يمر وطننا اليوم بأسوأ أزمة مالية واقتصادية، ويعيش شعبنا معاناة يومية خوفا على جنى أعمارهم، وقلقا على المستقبل، ويأسا من فقدان وظائفهم ولقمة العيش الكريم”.

فيما قال رئيس الحكومة حسان دياب من جهته خلال اللقاء إن لبنان يمرّ “بمرحلة مصيرية”، مضيفاً “لا يهتم اللبنانيون اليوم سوى بأمر واحد: كم بلغ سعر الدولار؟ لم يعد يهمهم ما نقول. يهمهم فقط ماذا سنفعل”.

معتبرًا أن الكل اليوم معني بالمساهمة في ورشة الإنقاذ ليس لدينا ترف الوقت للمزايدات وتصفية الحسابات، وتحقيق المكاسب السياسية لن يبقى شيء في البلد للتنافس عليه إذا استمر هذا الشقاق، والقطيعة، والمعارك المجانية.

وأضاف أن اللبنانيين يتطلعون بقلق إلى المستقبل، لأن الحاضر مرتبك، ولأن الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والمعيشية تترك خلفها ظلالًا سوداء، ومآسٍ مؤلمة، وأنينًا اجتماعيًّا يصم آذان المكابرين عن الاعتراف بأسباب، وقوة الوجع.

وأشار رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي كان شريكاً في التسوية السياسية التي أوصلت عون إلى سدة الرئاسة في تصريحات سابقة إلى أنّ الحل الوحيد هو أن ترحل المجموعة الحاكمة، وتتنحى جانباً لتترك غيرها يقوم بإنقاذ البلاد.

ويعد الانهيار الاقتصادي الأسوأ في لبنان منذ عقود، وخسر عشرات الآلاف منذ الخريف مصدر رزقهم، أو جزءاً من مداخيلهم جراء الأزمة التي دفعت مئات الآلاف للنزول الى الشارع في أكتوبر، وعلى مدى أسابيع ناقمين على الطبقة السياسية.