لكل السوريين

للمحافظة على حضارة المدينة.. البدء بترميم نواعير حماة

انطلقت أعمال ترميم النواعير، التي يعود تاريخها إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلادي في حماة، ويرى أهالي المدينة أن ترميمها سيعيد الوجه الحضاري للمدينة.

وطاحونة رفع المياه (الناعورة)، هي منظر مميز لمدينة حماة جنباً إلى جنب مع دواليب المياه الخشبية القديمة المسماة “نورياس”، والتي تصطف على نهر العاصي.

وبدأت الأعمال في أكبر النواعير حجماً في حماة، حيث يستبدل الجزء المنهار فيها، وانهارت نتيجة العوامل الجوية، ويستغل القائمون على أعمال الترميم فترة انحسار مجرى العاصي الذي يفيض صيفاً.

وحماة واحدة من أكثر المدن السورية التي تتمتع بمناظر خلابة وتعد النواعير أحد أبرز عوامل الجذب في المدينة، وتقوم دائرة النواعير في حماة بحملة ترميم كل خريف حين يكون النهر هادئا قبل بداية فصل الشتاء وتساقط الأمطار.

ونواعير حماة بنيت من خشب الجوز، نتيجة تحمله للعوامل الجوية والمياه، لكن نتيجة للحرب في سوريا أصبحت نادرة في الأسواق وباهظة الثمن.

لذا يعتمد القائمون على الترميم حاليًا على خشب الأوكالبتوس والحور والكينا، علاوة على ذلك، يزرعونها على ضفاف نهر العاصي وبعض الأماكن، إذ من الممكن أن يخفف ذلك من العبء على مجلس المدينة.

تم تأريخ العديد من عجلات المياه، ويمكن أن يُنسب بناؤها إلى الأمراء أو الولاة الذين أنشأوها لري ممتلكاتهم أو لتزويد القصور أو المساكن أو المساجد.

ويرتبط اسم النواعير بمحافظة حماة والعكس، وتعتبر ابرز المعالم التي تدل على حماة، وكان يستخدمها القدماء ممن أنشأوها لري المحاصيل الزراعية ورفع مياه نهر العاصي.

وتعود النواعير إلى العصر الآرامي وتم كشفها في لوحة الفسيفساء، التي كشف النقاب عنها في مدينة أفاميا عام 1461، كشفت أن النواعير (عجلات المياه) كانت موجودة.

وفي عام 1369، حددت اليونسكو أن النورياس تعود إلى العصور الوسطى، وتزامن بناؤها مع الاستيطان البشري حول نهر عاصي.

ويوجد في حماة 117 ناعورة، 16 منها تعمل. عند مدخل “الطوافره” المجاور للمعمورية الناعورية وهي حالياً تخضع للصيانة.

ويبلغ قطرها 21 متراً وهي ثاني أكبر ناعورة في حماة. وقد تعرضت بعض الأخشاب في عجلة المياه للتلف بفعل عوامل الطقس، “ولذلك فإننا نجري الصيانة واستبدال الأجزاء التالفة بأخرى جديدة”.

وتعود إحدى النواعير تسمى المعمرية إلى عام 1453، بينما يرجع تاريخ أقدمها إلى عام 1361 ، وهي المحمدية.