حماة/ جمانة الخالد
يعيش غالبية الناس في محافظة حماة وسوريا عامة، وضعاً معيشياً قاسياً، لا يستطيع ربّ الأسرة، تأمين طعام وشراب أسرته، بسبب الانهيار الاقتصادي وانهيار الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي، وانخفاض الدخل إلى أدنى مستوياته، بالتزامن مع الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية والأساسية في البلاد.
وسجلت أسعار المواد الغذائية والأساسية ارتفاعاً نسبياً في أسواق حماة، وبمعدلات متفاوتة بعد فترة من الاستقرار شهدتها الأسعار طوال الشهور الأخيرة.
وأجمع مواطنون وتجار على الشكوى من تذبذب سعر الصرف الذي يؤثر بالتبعية على الأسعار في الأسواق على المواطنين والتجار على حدٍّ سواء.
منذ بداية الأسبوع الجاري، تراجع سعر صرف الليرة السورية في السوق السوداء، فيما حافظ على استقراره في النشرة الرسمية الصادرة عن “المصرف المركزي”.
وأرجع تاجر ارتفاع الأسعار إلى التذبذب الحاصل في سعر الصرف، بينما تتوفر السلع والمواد بجميع أنواعها بالسوق، نافيًا وجود نقص بالمعروض. وأردف بأنه على سبيل المثال وصل سعر الصرف مؤخرًا إلى 13,200 ليرة مقابل الدولار الواحد وفي اليوم التالي عاود للتراجع إلى 12,500 ، وهو ما يكون له تأثير مباشر وكبير على أسعار المواد وحدوث فروقات فيها، مؤكدًا أن قيمة الليرة هي المتحكم الرئيسي في حركة السوق.
وتأثرت حركة الإقبال على الشراء وانخفضت، عندما ارتفع سعر الصرف خلال الأسبوع الأخير، لكنها تحسنت مع أول تحسّن في قيمة الليرة، مؤكدًا أن حركة الشراء ضعيفة نظرًا لانخفاض دخل المواطنين ومدّخراتهم التي لم تمكّنهم من شراء المواد والسلع، وتسببت في ضعف قوتهم الشرائية.
ويبلغ راتب الموظف السوري 25 دولاراً في الشهر، بينما يعيش تسعة من كل عشرة أشخاص في سوريا في فقر، بسبب سنوات النزاع وتدهور الاقتصاد وارتفاع تكلفة المعيشة.
اتفق تاجر آخر ما سابقه، حيث أكد أن ارتفاع الأسعار يرجع لارتفاع سعر الدولار، بينما تشهد الأسواق حركة ضعيفة للشراء لعدم توافر الموارد المالية لدى السوريين. وأضاف أن المواطنين يفضلون شراء الضروريات من السلع كالطعام والسكر والأرز، خاصة وأن غالبية السوريين الآن باتوا يعتمدون على التحويلات من الخارج.
وقفزت أسعار السلع الغذائية قفزات كبيرة، فغلاء الأسعار انعكس سلبا على حركة الأسواق في سوريا، ودفع غالبية السوريين إلى شراء ما هو ضروري للحياة المعيشية فقط والتخلي عن كثير من السلع.
ويعزو تجار ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع قيمة الشحن وأجور السيارات الناقلة للمواد، مشيرين إلى أنها تتغير بشكل يومي ودائم. كما أن حركة البيع والشراء باتت شبه متوقفة بسبب ارتفاع سعر الدولار، نظرًا لتخوف المواطنين الناتج عن تذبذب السعر، وربطها استقرار الأسعار بالشراء.
وينعكس أي تدهور لسعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي، بشكل كبير على الوضع المعيشي للمواطنين الذين أنهكهم الفقر والارتفاع الجنوني واللحظي في الأسعار، وتضخم أزماتهم المعيشية، وهو ما يعمق من معاناتهم المعيشية.