لكل السوريين

“الخابية”.. تراث سوري قديم، فماذا تعرف عنه؟

تقرير/ ا ـ ن 

الخابية هي جرة من الفخار تملأ بالماء ويُشرب الماء بالطاسة وهي متوفرة بكثرة وتكون مصنوعة من الرمل الأسود ورمل المقالع كما حدثنا (أبو نادر)، وهو مسن من محافظة طرطوس، غربي سوريا، حول ذلك.

وقال أبو نادر “يتم الحصول على رمل المقالع من ناتج تقطيع البازلت بالإضافة إلى حبال المرس التي تنقع في الماء وتفصل خيوطها عن بعض وتدق مع كميات من خيوط الخيش حتى تصبح ناعمة، وبعد ذلك يتم مزج كل هذه المكونات وعجنها حتى يتم الحصول على عجينة متماسكة”.

ويتم إعداد الخابية بعدة مراحل من خلال القاعدة أولاً وحسب الحجم المطلوب يتم تشكيل الجزء السفلي، ومن ثم الزنار أي الجزء الأوسط، حيث أن هناك من يتفنن بعمل الزنار من خلال وضع فناجين أو أي نوع من الزجاج للزينة، وهناك نقوش توضع أيضاً.

ويجب أن يكون للشكل دوراً في صناعة القطعة بحيث تكون الوجوه متساوية ومنتظمة في العمل، ويتم حرق الخابية باللون المطلوب، ثم تبرد ويتم وضع الماء أو الزيت داخلها فالخابية ذات فائدة كبيرة وجودة عالية.

ولعل اسمها قد جاء من كونها تستعمل مخبأ للغلال، ويوجد أنواع منها الكبيرة التي تتسع لعدد من القناطير من الغلال، ومنها المتوسطة ومنها دون ذلك.

وكل نوع يستخدم لغرض معين هو عبارة عن تخزين الغلال بأنواعها المختلفة، ولتخزين الفاكهة المجففة كالقطين من التين والزبيب من العنب والبندورة المجففة وغيرها.

وقد تكون الخابية مقسمة إلى قسمين أو أكثر لها فتحة علوية يوضع منها المحصول للحفظ وفتحة جانبية لاستخراج الغلال منها وقت الحاجة ولها غطاء محكم من الطين أيضاً.

والخابية بشكل عام تشبه الخزانة وتوضع في أحد أركان البيت. ويمر تصنيعها في عدة مراحل حيث أنها تدق في مكان سهل ويعمل لها أرجل يوضع فيها سيور من القش تؤخذ من” المناقل أو الأقداح” تحفظ توازنها وتزيد في مكانتها وتقويتها وهي لا تعمل دفعة واحدة، بل يعمل كل جزء منها حتى تنتهي وتترك لتجف تماماً ثم ينقلها الرجال إلى داخل البيت بواسطة الحبال التي تلف حولها وتحمل إلى المكان الدائم.

ويمكن أن تستخدم أصغر حجماً في حفظ الطحين وتكمن فائدتها في كون المخزونات لا تسوس فيها، لأنها ذات حرارة ثابتة في فصلي الشتاء والصيف.