اضطر مئات الطلاب الجامعيين من السويداء والساحل السوري إلى مغادرة المدن الجامعية في حلب وحمص ودمشق، نتيجة تعرضهم لمضايقات وتهديدات على خلفية طائفية، في ظل غياب تام لأي تدخل رسمي من سلطات دمشق لحمايتهم أو توفير بيئة تعليمية آمنة.
وشهدت الجامعات السورية، خلال الأيام الماضية، تصاعداً في الخطاب الطائفي وبيئة عدائية دفعت الطلاب إلى اتخاذ قرار المغادرة خوفاً على سلامتهم، بعدما باتوا يشعرون بالعزلة والتهديد داخل الحرم الجامعي.
وتفاقم الوضع الأمني بعد اشتباكات اندلعت بتاريخ 29 نيسان في مدينة جرمانا بريف دمشق، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وزاد من حدة التوتر بين المكونات الطلابية.
وشوهد المئات وهم يجرّون حقائبهم مغادرين المدن الجامعية، في مشاهد وثقتها مقاطع مصوّرة نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد أكد عدد من الطلاب أنهم لن يعودوا إلى مقاعدهم الدراسية ما لم تُقدم ضمانات فعلية لحمايتهم، مشددين على أن “التعليم حق لا يُنتزع بالخوف”.
في السياق ذاته، وجّه طلاب من محافظة السويداء رسالة مفتوحة إلى وزارة التعليم العالي وإدارات الجامعات والشخصيات الدينية والاجتماعية، دعوا فيها إلى اتخاذ خطوات عاجلة لحمايتهم، وضمان استمرار تعليمهم وتعويضهم عن المواد التي حُرموا من تقديمها.