لكل السوريين

تجدد الاحتجاجات في إيران.. وعمليات القمع مستمرة

هزت الاحتجاجات الليلة إيران من جديد بعد أن تراجعت حدتها في الأسابيع القليلة الماضية، ودعا المتظاهرون إلى الإطاحة بنظام الملالي، وفق ما أظهرته مقاطع فيديو نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.

وخرجت المظاهرات في العديد من المدن الإيرانية بما فيها العاصمة طهران، بمناسبة مرور أربعين يوماً على إعدام اثنين من المحتجين الشهر الماضي.

وأظهرت مقاطع الفيديو المظاهرات الليلية في عدة أحياء في طهران وفي مدن كرج وأصفهان وقزوين ورشت وأراك ومشهد وسنندج وقروه وإيزه في محافظة خوزستان.

كما أظهرت مقاطع فيديو أخرى احتجاجات كبيرة في زاهدان، عاصمة إقليم بلوشستان الجنوبي الشرقي، موطن الأقلية البلوشية في إيران.

وعلى الرغم من هدوء احتجاجات الشوارع مؤخراً، إلا أن النشطاء كثيراً ما كانوا ينشرون مقاطع فيديو يسمع فيها المحتجون وهم يردّدون شعارات مناهضة للحكومة، ويرسمون تحت غطاء الليل رسومات جدارية تندد بالنظام الديني الحاكم، ويحرقون اللوحات الإعلانية واللافتات المؤيدة للحكومة على الطرق السريعة الرئيسية.

كما أظهرت مقاطع الفيديو النساء غير المحجبات في الشوارع ومراكز التسوق والمطاعم.

تجدد الاحتجاجات

تجددت الاحتجاجات في إيران بعدما شهدت الأسابيع الماضية تراجعاً نسبياً في حدتها بسبب عمليات القمع الذي تعرّضت له، وأحكام الإعدام الذي تم تنفيذها وتلك التي مازالت محاكم نظام طهران تنظر بها شكلياً قبل إقرارها، ولكن فعاليات العصيان المدني تواصلت دون انقطاع.

وشهدت إيران مجدداً حركة احتجاجات واسعة مناهضة للحكومة، حيث نظم المحتجون مسيرات ليلية في العاصمة طهران وعدد من المدن الأخرى.

وردد المشاركون في الاحتجاجات الجديدة هتافات تطالب بإسقاط النظام السياسي في البلاد.

وأظهرت مقاطع فيديو محتجين يهتفون “امرأة، حياة، حرية” و”الموت لخامنئي”.

وأظهرت لقطات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، احتجاجات اندلعت في مدينة كرج القريبة من طهران ومدينة مشهد الشرقية ومدينة أصفهان وسط البلاد، ومدينتي قزوين ورشت الشماليتين بالإضافة إلى المدن الغربية أراك وعزة وسنندج.

كما أظهرت مقاطع فيديو أخرى حشود المحتجين وهم يهتفون بشعارات ضد المرشد الأعلى في منطقة طهران بارس في العاصمة طهران.

وتزامنت المسيرات التي خرجت في المدن العديدة معاً، واستمرت معظم ساعات الليل، وترددت أصداء الهتافات الليلية المناهضة للنظام في هذه المناطق.

ووقفت مجموعة من النساء اللواتي أفرجت السلطات عنهن مؤخراً أمام الكاميرات دون وضع غطاء للرأس، وأصدرت خمس ناشطات منهن بياناً مشتركاً أكد إنهن مدينات بحريتهن لتضامن “شعب وشباب إيران المحبين للحرية”.

والقمع مستمر

لم تتوقف أو تتراجع الممارسات القمعية التي يمارسها نظام طهران ضد المحتجين، فقد دعا مسؤولون إيرانيون الأسبوع الماضي النقابات العمالية إلى تطبيق قانون الحجاب بصرامة في المتاجر والشركات في طهران.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية بإغلاق العديد من المحال والمطاعم والمقاهي بسبب عدم الالتزام بقواعد الحجاب.

وفي الشهر الماضي، تم تحذير الطالبات اللواتي يرتدين الحجاب “بشكل غير لائق”، وهددن بمنعهن من دخول جامعة طهران، وحسب وسائل إعلام محلية منعت خمسون طالبة من دخول جامعة أورميا في الشمال الغربي بسبب خرقهن قواعد الحجاب.

وكانت التظاهرات والاحتجاجات قد اجتاحت ايران في شهر أيلول الماضي بعد وفاة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الآداب بتهمة عدم ارتدائها الحجاب بشكل صحيح.

وصورت السلطات الإيرانية هذه الاحتجاجات على أنها أعمال شغب، وردت عليها بقوة مفرطة مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 529 من المتظاهرين، واحتجاز ما يقرب من 20 ألفاً، وفقاً لوكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان.

كما أعدمت السلطات أربعة متظاهرين شنقاً منذ  شهر كانون الأول الماضي، بينما ذكرت الأنباء أن 107 آخرين حكم عليهم بالإعدام أو اتهموا بارتكاب جرائم يعاقب عليها بالإعدام.