لكل السوريين

عصابات الخطف تعود إلى العمل بين درعا والسويداء وعقلاء المحافظتين يحبطون تداعياته

درعا/ محمد الصالح   

تراجعت عمليات الخطف، والخطف المضاد بين محافظتي السويداء ودرعا، ولكنها ماتزال تطل برأسها بين وقت وآخر لتعيد احتمال نشوب فتنة بين المحافظتين.

ونتيجة لعودتها، فقد أثر شابيّن من أبناء عشيرة الشنابلة، القاطنة في حيّ المقوس بمدينه السويداء، أثناء توجههما إلى قرية الغارية شرقي درعا، لجلب دراجة نارية موجودة عند أحد المصلحين في القرية، وانقطع الاتصال معهما، ولم ترد أي معلومات توضح مصيرهما.

ورجح أقارب الشابين، فرضية الخطف، على اعتبار أن المفقودين، غير مطلوبين للأجهزة الأمنية، ولا يوجد مذكرات بحث بحقهما، وفق روايتهم.

وكانت عصابة مسلحة قد اختطفت مواطناُ من أهالي السويداء خلال تواجده بأرضه الزراعية، غربي بلدة عرى، واقتادته باتجاه ريف درعا الشرقي، طمعاً بفدية مالية، ثم شهدت المنطقة عمليات خطف طالت عدة مدنيين، وتفاقمت أزمة جديدة،  قبل أن تتمكن جهود عقلاء  المحافظتين من وأدها قبل أن تستفحل.

بيانات متبادلة

اختطف مسلحون على طريق دمشق السويداء، مواطناً من أل الرفاعي، أثناء عودته من دمشق إلى قرية أم ولد بريف درعا الشرقي، عن طريق السويداء.

وصدر بيان عن أهالي المخطوف، موجه إلى أهل الجبل، وإلى آل الشاعر خاصة، ربط حادثة خطف محمد عبد الناصر الرفاعي، بحادثة خطف مواطن من السويداء، وشدد على أن ابنهم المخطوف “لا ناقة له ولا جمل” بحادثة خطف مهند الشاعر، وأكد آل الرفاعي في بيانهم على عمق العلاقة وحسن الجوار، بينهم وبين أهل الجبل، وناشدوا “أهل الحل والعقد في جبل العرب من مشايخ ووجهاء أن يتدخلوا ويسعوا لحل الخلاف الحاصل”.

وكان آل الشاعر قد أصدروا بياناً بعد اختطاف ولدهم ناشدوا فيه شرفاء محافظة درعا بالسعي لإطلاق سراح ابنهم الذي خطفته عصابة مسلحة، من أرضه الزراعية التي كان يعمل بها، غرب بلدة عرى وتوجهت به إلى محافظة درعا.

تطويق الأزمة

بعد تدخل العقلاء من المحافظتين، تم حل المشكلة، وأعلنت عائلة الرفاعي عن استقبل آل الشاعر لهم في مدينة السويداء، وإطلاق سراح ابنهم دون قيد أو شرط، وأكدوا أنه لم  يتعرّض للعنف أو الإهانات.

وأشاروا إلى أن ابنهم “كان محتجزاً لديهم كضيف لحين تبيان حقيقة خطف ولدهم”.

وقالوا في بيان لهم “إننا بدورنا كأبناء سهل حوران نناشد الشرفاء والمعنيين بمحافظة درعا كاملة بالمساعدة معنا بالبحث عن ابن السويداء المخطوف الشاب مهند الشاعر ليعود الى أهله وعائلته بأقرب وقت، ونحن بدورنا لن ندخر أي جهد في اتجاه هذا الأمر، راجين له السلامة والعودة القريبة الى ذويه”.

وبعد ثلاثة أيام أفاد مصدر من آل الرفاعي في درعا، بتمكن شباب العائلة بالتعاون مع شباب من آل الشاعر، من تحرير المخطوف بعد حصولهم على معلومات تفيد بمكان احتجازه.

وأضاف المصدر “كما عاهدناكم سيبقى السهل والجبل لحمة واحدة ويداً واحدة في السراء والضراء، ونؤكد على استمرار العلاقة الاخوية بين الطرفين وعلى وحدة الصف”.

يذكر أن محافظتي درعا والسويداء تشهد بين الحين والآخر، عمليات خطف وخطف مضاد بسبب تواجد عصابات مسلحة خارجة عن القانون في المحافظتين، وفي ظل تخاذل السلطات الأمنية عن القيام بدورها، يقوم العقلاء من المحافظتين بحل هذه الإشكالات، واحتواء نتائجها.

ولكن عصابات الخطف تحاول العودة من جديد، إلى القيام بجرائمها الدخيلة على قيم السهل والجبل، بما يهدد بضرب العلاقة المميزة بين المحافظتين الجارتين.