لكل السوريين

“مركب الموت ومحطة علوك” بين الموت عطشا والموت غرقا.. معاناة السوريين وأزماتهم لا تتوقف

مع اقتراب الأزمة السورية من دخول عامها الـ 12 إلا أن أزمات السوريين سواء في داخل البلاد أو خارجها لا تتوقف إطلاقا، آخر نكبة تعرض لها سوريون كانت غرق القارب الذي انطلق من لبنان قاصدا إيطاليا على سواحل طرطوس، الذي أكد أن المعاناة مستمرة.

ووصل عدد ضحايا القارب المنكوب إلى نحو 100 غريق، بينهم سوريون ولبنانيون وأشخاص آخرون من جنسيات أخرى، بحسب ما أعلن الإعلام التابع للحكومة السورية.

قال المدير العام للموانئ البحرية السورية، سامر قبرصلي، إن السلطات السورية انتشلت 34 جثة وأنقذت 14 ناجيا من قارب يحمل مهاجرين قرب مدينة طرطوس الساحلية، فيما قال ناجون إنه أبحر من شمال لبنان.

وكان على متن القارب مهاجرون لبنانيون وسوريون وفلسطينيون.

ونقل قبرصلي عن ناجين قولهم إن القارب غادر من المنية في شمال لبنان قبل أيام وأضاف أن من كانوا على متنه يحملون جنسيات مختلفة.

وذكر كذلك أن عمليات البحث مستمرة في خضم ظروف صعبة بسبب أمواج البحر الهائجة والرياح العاتية، بحسب وكالة رويترز.

كما دفع الآلاف من السوريين حياتهم ثمنًا للوصول إلى القارة الأوروبية، ليكون مصير المئات منهم الموت غرقًا، وسط تقاعس دول العالم عن إيجاد حل جذري للأزمة السورية.

وأثارت الحادثة صدمة دولية. وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن عشرة أطفال لقوا مصرعهم في الحادثة وفق تقارير أولية. واعتبرت في بيان، أنه «كما الحال في كثير من المناطق بالمنطقة، يعيش الناس في لبنان في ظروف قاسية تؤثر على الجميع، لكنها أكثر قسوة بشكل خاص على الأشخاص الأضعف».

الحسكة.. الموت عطشا

لا تقتصر معاناة السوريين على الموت في قوارب الهجرة كما حدث في طرطوس مؤخرا، فموضوع الموت عطشا يعد أكثر وقعا من الموت في عمق البحر الأبيض المتوسط، فالحسكة التي تعد بيئتها شبه صحراوية، باتت اليوم تعيش حالة عطش شديد، نتيجة استمرار دولة الاحتلال التركي بإغلاق مضخات المياه في محطة علوك بريفها الغربي الشمالي.

ومنذ أكثر من شهرين تعاني مدينة الحسكة من نقص حاد في مياه الشرب، وسط عجز عن تأمين المياه سواء في المناطق التي تديرها الإدارة الذاتية أو في المربع الأمني التابع للحكومة السورية.

وتكتظ مدينة الحسكة بأكثر من مليوني نسمة، معظمهم مهجرون من محافظات أخرى جراء الحرب التي تشهدها البلاد.

وربط ناشطون موضوع العطش بالحسكة مع موضوع القارب الموت في سواحل طرطوس، وقارن الناشطون بين معاناة السوريين، حيث أن القاسم المشترك هو المياه، حيث أن الحسكة تموت عطشا والمهاجرون عبر البحار يموتون غرقا.

وعلى الرغم من محاولات الإدارة الذاتية في إيجاد حلول لأزمة مياه الشرب في الحسكة إلا أن مساعيها لم تكن على ما يجب، باعتبار أن منابع مياه الأنهار من تركيا، وتتحكم بها، بالإضافة إلى أن محطة علوك توجد في رأس العين المحتلة من قبل تركيا ومرتزقة الجيش الوطني.

وحتى اللحظة، لا توجد أي إدانة دولية للعقاب الجماعي الذي تقوم به تركيا تجاه مليوني شخص يعانون العطش الشديد في أقصى شمال شرقي سوريا.