لكل السوريين

اللجنة الدستورية السورية.. جولة جديدة، أم إعلان وفاة!

يتعرض المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، لضغوط متزايدة لإعلان فشل اللجنة الدستورية السورية، والبحث عن مسارات جديدة للعملية السياسية وتنفيذ القرار الدولي 2254، وذلك بسبب فشل الجولات الماضية من اجتماعات اللجنة، واستمرار التباين بين موقف وفد المعارضة، وفد الحكومة.

حيث يرى وفد المعارضة أن اللجنة الدستورية معنية فقط بإنتاج دستور جديد يمثل عقداً اجتماعياً جديداً بين السوريين، فيما القضايا الخلافية الأخرى يعود النقاش فيها إلى هيئة التفاوض.

بينما يسعى وفد الحكومة إلى التركيز على مواضيع إشكالية أخرى تضمنتها الورقة التي سلمت إلى مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن بعنوان “ركائز وطنية تهم الشعب السوري”.

بيدرسون في دمشق

في محاولاته لاستمرار عمل اللجنة الدستورية، والاتفاق على جدول أعمال الجولة المقبلة، قام بيدرسون بزيارته الأخيرة لدمشق، وأجرى مباحثات مع وزير الخارجية السوري، أكد خلالها على ضرورة الاتفاق على جدول أعمال الجولة المقبلة، فيما ركز الوزير السوري على أن اللجنة الدستورية “منذ أن تشكلت وانطلقت أعمالها، باتت سيدة نفسها، وهي التي تقرر التوصيات التي يمكن أن تخرج بها وكيفية سير أعمالها، بحيث تتم هذه العملية في كل مراحلها بقيادة وملكية سورية فقط” واتفق الجانبان على أهمية نجاح عمل اللجنة الدستورية “الأمر الذي يقتضي الالتزام بقواعد إجراءاتها المتفق عليها، وخاصة عدم التدخل الخارجي في عملها وعدم وضع أي جداول زمنية مفروضة من الخارج” حسب وكالة سانا.

كما عقد بيدرسون اجتماعين مع رئيس الوفد الحكومي في اللجنة الدستورية للاتفاق على جدول أعمال الجولة المقبلة.

وأكد على ضرورة أن تنتهي اللجنة من مناقشة “الثوابت الوطنية” في الأيام الثلاثة الأولى من اجتماع الجولة الرابعة، ثم تبدأ مناقشة مقدمة الدستور في القسم الثاني من الجولة، وتستكمل خلال الجولة الخامسة التي يجب أن تعقد قبل نهاية العام.

جولات متعددة.. ولا نتائج تذكر

وكانت الجولة الأولى من محادثات اللجنة الدستورية التي عقدت نهاية الشهر العاشر من العام الماضي، قد اختتمت أعمالها دون نتائج تذكر، ولكنها “سارت بشكل أفضل مما كان يتوقع معظم الناس”، حسب بيدرسون الذي أشار إلى أن اللجنة ناقشت العديد من القضايا المهمة بطريقة مهنية وناجحة، وفي مقدمتها سيادة سورية ووحدتها وسلامة أراضيها، إضافة إلى مواصلة مكافحة الإرهاب.

كما انتهت الجولة الثانية من محادثات اللجنة في تشرين الثاني من العام نفسه، دون اجتماع اللجنة المصغّرة المعنية بالتفاوض بشأن الدستور، وذلك بسبب خلاف بين وفد الحكومة ووفد المعارضة حول جدول الأعمال.

وأعلن بيدرسون فشل هذه الجولة التي استمرت لمدة أسبوع دون أي اجتماع.

وكشف عن نيته زيارة دمشق فضلا عن لقاء الروس والإيرانيين والأتراك من أجل التوافق على جدول أعمال للجولات القادمة.

كما انتهت الجولة الثالثة التي عقدت في الرابع والعشرين من الشهر الثامن هذا العام، بلا تقدم يذكر، مع أن بيدرسون أشار إلى وجود نقاط مشتركة بين المشاركين فيها، وإلى رغبتهم باستمرارها.

واعتبر مصدر من وفد المعارضة أن أجواء الجلسات كانت إيجابية بشكل عام، وأكد أن معظم النقاط التي تم بحثها تمركزت حول النقاط المتفق عليها في جدول الأعمال، وتناول البحث بعض المبادئ والأسس الوطنية التي يجب أن يتضمنها الدستور الجديد.

ووصف عضو من وفد المجتمع المدني في اللجنة، الجلسات بأنها كانت جيدة، وأشار إلى أن الاجتماعات ناقشت المبادئ والأسس الوطنية وفق ولاية اللجنة الدستورية، وأسست للدخول بالعملية الدستورية.

إلّا أن هذه الجولة انتهت أيضاً بلا تقدم يذكر، في ظل غياب التوافقات بين القوى الإقليمية والدولية المتصارعة على الأرض السورية.

ويرى المتابعون لأعمال اللجنة الدستورية أن جولتها القادمة، في حال انعقادها، إما أن تحقق تقدماً ملموساً يمكّنها من متابعة أعمالها بشكل مناسب، أو أن تشهد هذه الجولة إعلان وفاتها.

تقرير/ لطفي توفيق