لكل السوريين

صناعة الألبان.. المهنة المسجلة باسم المرأة الرقّية

السوري/ الرقة  

صناعة الألبان من الصناعات التي يقوم بها مربو الماشية في ريف الرقة، حيث تؤمن مردود مادي جيد بالنسبة لهم، وتحقق نوع من والاكتفاء الذاتي للأهالي.

ويعتمد مربوا المواشي في صناعة الألبان على الطريقة اليدوية المتوارثة، والتي يشكل عمل المرأة العمود الأساسي للقيام به، حيث تقوم بأعمال عديدة (حلب الأغنام وتجهيز الأعلاف وتنظيف أماكن تربية الماشية)، وذلك لإنتاج أنواع الألبان المختلفة (السمن العربي، الجبن، اللبن).

وفي لقاء خاص مع أم مناور، وهي إحدى النساء اللاتي اعتادت على صناعة الأجبان وتمارسها منذ عدة أعوام، بيّنت أهمية عمل المرأة في تربية المواشي ورعايتها، فقالت “لا تقل أهمية عمل المرأة في تربية الأغنام عن عمل الرجل، حيث تقوم بأكبر جزء من العمل من خلال تجهيز الأعلاف وتنظيف الحضائر وحلب الماشية، وبيع منتجات الألبان من حليب وسمن وجبن”.

وأضافت “ترعرعنا في تربية الأغنام والتنقل معها والسكن في بيوت الشعر والخيام، وهذه طبيعة عملنا، توارثناها جيل بعد جيل”.

وعن كيفية صناعة الألبان وإنتاجها، أوضحت مربية المواشي صبحة العلي والتي تقطن في ريف الرقة الشمالي بقولها “في هذه الأوقات من السنة تبدأ الأغنام بإنتاج مادة الحليب حيث بدأت بولادة الخراف، وتبدأ عملية حلب الأغنام، وأول ما يستخرج من الحليب (اللبأ) ومن ثم الحليب العادي، حيث نقوم بفصل الخراف الصغيرة عن أمهاتها في فترة المساء للحصول على كميات من الحليب الجيد، ومن ثم نقوم بغلي الحليب على النار وتخثيره بشكل جيد بعدة أواني بلاستيكية حتى يصبح لبن (خاثر)، جاهز للتسويق”.

وأردفت “نقوم ببيع منتجاتنا من الألبان في السوق المحلي وسط مدينة الرقة، حيث يبلغ سعر الكيلو غرام من اللبن 1300ل.س، وسعر الكيلو من اللبأ 900ل.س”.

وتابعت “هناك قسم كبير من مربو المواشي يقومون ببيع منتجاتهم من الحليب بشكل مباشر على التجار الجوالين الذين يأخذونه إلى معامل الفرز والتصنيع، حيث يبلغ سعر الكيلو غرام من الحليب 900 ل.س”.

وتختلف نوعية إنتاج الألبان تبعا لطبيعة المراعي ففي هذه الأوقات يكثر إنتاج اللبن(الخاثر) واللبأ، حيث يكون أغلب الغذاء يعتمد على الأعلاف، فيما يكون إنتاج الجبن والسمن في فصلي الصيف والخريف، حيث تكثر المراعي وتتعدد أنواعها.

وبينت كل من أم مناور وصبحة العلي بأن إنتاج الألبان لهذا العام أقل من إنتاجه في السنوات السابقة، وذلك لقلة المراعي وغلاء الأعلاف.