لكل السوريين

نحن.. والرموز

لطفي توفيق

جميل وجود الرمز.. والرموز..

في الحياة.. والأدب.. والشعر.. والموسيقى و…

خاصة في شرقنا الذي يصنع الرمز.. إن لم يجده.

شرقنا الغارق.. حتى أذنيه.. في عقدة كونفوشيوس.

منذ رحيل حكيم الصين.. كونفوشيوس

وليس جميلاً أن نحوِّل رموزنا إلى هرم.

لا نجرؤ على قول أي رأي فيما كتب.. أو قال.. أو فعل.

فلا أحد فوق أن يُقال في إبداعه أو قوله.. أو فعله رأي.

من منا يجرؤ.. مثلاً.. ويصرِّح في مكان عام أو خاص..

بأنه لا يستمتع بهذا المقطع أو ذاك، من إحدى أغاني كوكب الشرق.

أو الراحلة أسمهان.

أو المغفور له عبد الحليم..

دون أن تتلقفه العيون دهشةً.. وسخريةً.. واتهاماً بأن الخلل في ذوقه الفني.

وليس بهذا المقطع أو ذاك.

ومن منا يجرؤ ويصرِّح في جلسة عامة أو خاصة..

بأن فكرة ما.. كتبها عميد الأدب العربي طه حسين.. في مكان ما، غير صائبة..

أو تلك القصيدة لمحمود درويش عادية.. قياساً إلى عبقريته الشعرية..

أو ذلك البيت.. يقل شاعرية عن أبيات قصيدة نزار قباني الأخرى..

دون أن يتهم بالأمية الشعرية، والثقافية، والفكرية.

وغالباً، ممن لم يقرأ درويش، أو طه حسين، أو قباني..

أولم يقرأ هذه الفكرة، أو تلك القصيدة، أو ذلك البيت.

ذات مرة.. تجرّأت.. وتجاوزت حدودي..

ورفعت عيني الخاطئتين باتجاه عرش أمير الشعراء.

وتساءلت بيني وبين خالقي.. هل هو أمير الشعراء؟.

أم شاعر الأمراء!.

وليت تساؤلي ظل بيني وبين خالقي.

لكنني تماديت.. فكتبت..

ومازال ما كتبته حياً في إحدى الصحف.. ولكنه لم يرزق!.

بل رُزقت “أنا” باقة من الشتائم.. المكتوبة و”المهتوفة”..

عجزت مدارس الحداثة.. والحداثوية والتحديث..

عن فك رموزها.. وتحليل مضامينها.. وشرح مفرداتها.

ربما لأنها بلهجة أرض الكنانة.

ولكنها لا تشبه سمرة الكنانة، ولا بوح النيل.

ولا زقزقات عصافير أي “غيط” في صعيد الكنانة.

بلى.. قد تشبه فحيح “عمدة” يرتدي جلباباً أكبر من مقاسه.

شكوت أمري لصديق من أهل الكنانة.

فقال لي: كيف تجرؤ؟!.

ألا تعلم أننا حوَّلنا أحمد شوقي إلى هرم..

أضيف إلى السيدة و”الكورة” وخوفو؟!.