لكل السوريين

الصعوبات المتتالية تجعل شركة نسيج اللاذقية على حفة الخروج عن الخدمة، واستغاثاتها لا تلقى إجابة

اللاذقية/ سلاف العلي

يعاني القطاع النسيجي (المتهالك) أساسا في اللاذقية، من عدة صعوبات جعلته أمام خسائر كبيرة، ولا تكمن المشكلة في الصعوبات فقط، وإنما في كيفية معالجتها ولو بشكل مؤقت، فكثرة النظريات الاقتصادية أدت إلى تهالك القطاع بشكل متزايد متأخرا، مع الانهيار المتواصل لليرة أمام العملات الخارجية، وضعف الإقبال الشرائي من قبل الأهالي.

وتراجع قطاع النسيج في عموم سوريا بنسبة تجاوزت الـ 70% في عموم سوريا، بينما لم تتجاوز نسبة تراجعه في اللاذقية حاجز الـ 60%، وعلى الرغم من ذلك فإن الفترة الحالية تنذر بتراجع كبير فيه، وسط انعدام الحلول لجعله يحافظ على مستوياته.

وساهم توقف خط الأنوال القديمة بشل القطاع حتى وصل للنسبة المذكورة آنفا، من الطاقة الإنتاجية، ووسط هذا ظهرت محاولات لتعويض النقص عبر إنشاء خط إنتاج قماش بطاقة عشرة آلاف متر طولي، لكن قلة الدعم جعلته يفشل.

ويعود تاريخ إنشاء خط الأنوال القدم للعام 2001، ومع قدمه لا يزال يشكل متنفسا للشركة التي تعرضت أكثر من مرة لمحاولات تصفية لإخراجها عن الخدمة، والاستفادة من محاولات إحيائها.

وفي العام الفائت تحدثت الخطط عن 4 ملايين متر طولي من الأقمشة القطنية الخاصة وتراجع التنفيذ إلى 66% فقط (3.6ملايين متر طولي)، ومن البديهي أنها رفعت سقف توقعاتها لتمهد لتسويق الأربعة ملايين المخططة كاملة، لكنها لم تنجح في تسويق حتى كامل المنتج الفعلي 3.6 ملايين، ولتنخفض الكمية إلى مليونين ونصف تقريباً بنسبة 59% فقط.

وبالإشارة إلى الأرقام، عن عام 2020 إذن هناك مليون و300 ألف متر طولي ملقى في مستودعات الشركة وعندما تشير الأرقام إلى مخزون في الأنوال الحديثة مقداره 4.8 ملايين متر طولي بقيمة حوالي 10ملايين ليرة سورية نفهم تماماً حجم التراكم عن السنوات الماضية!

ولعبت إجراءات كورونا وانقطاع الكهرباء عدم توفر الكميات المطلوبة وعدم استقرار اليد العاملة، في ظل الراتب المتدني الذي تمنحه الشركة لموظفيها.

وأثر ركود الأسواق على الشركة ككل، كما وأنه خلال بعض الفترات دخلت شركات خاصة بطاقة إنتاجية متوسطة على خط التنافس مع الشركة الحكومية، وتلك الشركات تتلقى دعما من قبل رؤساء أموال مستفيدين من الأزمة.

ولعب أمر إعادة شركات النسيج الخاصة في بقية المحافظات دورا كبيرا في تراجع دور شركة النسيج في اللاذقية، وعلى الرغم من أن الشركة تمكنت من إبرام عقد بكمية مليون متر طولي إلا أنها لم تفلح في تجاوز شركات القطاع الخاص المختصة بالنسيج.

ووسط كل هذا تطلق الشركة يوميا نداءات استغاثة بغية الحصول على دعم حتى لا تخرج عن الخدمة بالكامل، إلا أنها لم تجد من يجيبها.

يضاف إلى ذلك فالقليل من المواطنين القادرين على شراء مصنوعات النسيج يفضلون القطع المصنع في شركات خاصة على المصنع في الشركات الحكومية، والتي لا تزال تعمل بالآلات القديمة وبالشكل التقليدي.

ولا يعد قطاع النسيج وحده متضررا كبيرا من الأزمة، إذ أن هناك عدة قطاعات خرجت عن الخدمة تماما، وبعضها عادت رويدا رويدا، كقطاع الكهرباء الذي يشهد تنافسا روسيا إيرانيا عليه، يضاف إلى ذلك المرافئ والمطارات وقطاع الزارعة.