لكل السوريين

مائدة رأس السنة.. تقاليد ترهق السوريين قبل البدء

مائدة رأس السنة.. تقاليد ترهق السوريين قبل البدء

تقرير/ سلاف العلي

مع اقتراب ليلة رأس السنة، وتقليديا بدأت الأسر تتحضر لسهرة استقبال العام الجديد من خلال إجراء حسبة بتكاليف هذه السهرة في ضوء الأسعار التي تضاعفت نحو ثلاثمئة بالمئة مقارنة بتكاليف سهرة العام الفائت.

السيد علي وهو موظف في الدائرة الفنية باللاذقية قال لنا: بجردة بسيطة نجد أن العائلة المكونة من 5 أشخاص تحتاج إلى أكثر من مليون ليرة سورية لتمضية سهرة رأس السنة في المنزل، ورغم تغير أحوال الناس واختلاف طريقة الاحتفال بمناسبة رأس السنة من حيث تحضير مائدة العشاء، ولكن التشابه بينها أن تقليد سهرة رأس السنة هذا العام سيخضع لإجراءات تقشفية شديدة اللهجة.

السيدة ام جورج من اللاذقية أضافت وقالت :  كابوس الغلاء لم يوفر أي سلعة، حيث تراوحت تكلفة كيلو المشاوي على الفحم (لحم عجل) بين 200الى250 ألف ليرة، وكيلو مشاوي لحمة خروف270 الى 300 ألف ليرة، والشيش ما بين 100الى130 ألف ليرة، كما يباع الفروج المشوي وزن 1600غ ما بين 100الى 125 ألف ليرة، وفروج البروستد ما بين  125 الى 140ألف ليرة، وكيلو الصفيحة يتراوح ما بين 230الى 250ألف وسطيا، و يزيد أو ينقص حسب نسبة الدهنة، وبشكل وسطي يحتاج الفرد إلى 300 غرام لحمة، أي أن عائلة مكونة من 5 أفراد تحتاج إلى كيلو ونص من اللحوم، وهنا لنتوقف قليلا فإذا أراد الموظف(راتبه 250 ألف ليرة) شراء اللحمة فقط يحتاج إلى راتب ونصف، اين سهريه العيد ؟وكيف لنا أصحاب الدخل المحدود للتمتع بالسهر.

السيد أبو كميت وهو لحام بحي القاروس باللاذقية وضح لنا وقال: أن الطلب على اللحوم قليل ولم يتغير حتى اليوم رغم اقتراب موسم الأعياد ولا زيادة على أعداد الذبائح، إن عطلة الأعياد طويلة نوعا ما ولا نتوقع أي تغير في واقع السوق خلال الأيام القادمة، فلا يوجد أي مظاهر للاحتفالات مع انعدام القدرة الشرائية للأفراد.

السيد أبو جعفر وهو من حي بسنادا ويعمل في سوبر ماركت أضاف وقال لنا: الأمر لا يقتصر على اللحوم فقط، فقد وصلت تكلفة طبق التبولة أو الفتوش للعائلة إلى نحو 50 ألف ليرة، وكيلو الحمص الناعم إلى نحو 25 ألف ليرة، والمتبل إلى 30 ألف ليرة، ومثله سعر صحن البطاطا المقلية، إضافة إلى تكاليف المشروبات والمكسرات والفواكه والحلويات، أما أسعار الخضر والفواكه فقد ارتفعت إلى مستويات خيالية هذا العام بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية، فسعر كيلو التفاح بين 10- 15 ألف ليرة، وحتى الحمضيات خارج القدرة الشرائية، والموز 15- 20 ألف ليرة، سهرة راس السنة مصيبة حقيقية، وهي يوم مثل باقي الأيام , فالمواطنين في البلد حزينين وفقراء وجوعانين والزلزال خرب البيوت والبشر.

السيد أبو غازي وهو من سكان اصطاموا ريف اللاذقية قال: تتوالى البشائر غير السارة عن الأسعار التي تنط يوميا لتسجل أرقاما قياسية جديدة مع تأكيدات بأن الموازنة ذات الأرقام الفلكية لا تتضمن بندا يتعلق بزيادة الرواتب والأجور التي تنخفض قيمتها الشرائية بشكل مستمر، مع فقدان الأمل بأن يتوقف هذا النزيف الذي لم يبق على مدخرات الأسر التي كانت تعمل بالمثل القائل: خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود، فيما تعاني غالبية الأسر من قلة مزمنة للقروش بمختلف ألوانها، في الأسبوع الماضي تم رفع أسعار الأدوية بنسبة تصل إلى مئة بالمئة لبعض الأصناف، ما دفع المرضى لزراعة الأمل بالطب الشعبي والعلاج بالأعشاب حتى ولو لم تنفع لأن: العين بصيرة واليد قصيرة، وقبل أن ينسى الناس غلاء الأدوية وحليب الأطفال ورفع سعر البنزين المدعوم، تلقى المواطنون خبر رفع أسعار المأكولات التي كانت تسمى قبل سنوات مأكولات شعبية، بحيث يتضاعف سعر قرص الفلافل من 250 إلى خمسمئة ليرة، وسندويشة الفلافل من خمسة آلاف إلى سبعة آلاف ليرة، وربما تصل إلى عشرة آلاف إذا كانت مدعومة وتكفي كوجبة لمن يتضور جوعا دون أن ننسى تناول كأس من العيران بألفي ليرة، كيف لنا بسهريه ليلة راس السنة والتي كنا سنكتفي بفرش مائدة مع العائلة بالمأكولات الشعبية، ولكن هذه أصبحت حلم في ظل هذه الأسعار النارية

السيد أبو عبدو الحلبي وهو صاحب مطعم بساحة الشيخ ضاهر، قال لنا: لقد تم رفع أسعار الحمص المسلوق والفول المسلوق والمسبحة، من أجل انصافنا نحن أصحاب المطاعم حيث أننا نشتري مشتقات النفط من أسواق متعددة الألوان، وهنالك ضرورة لرفع الأسعار بديمومة الخدمة التي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار تكاليف المواد الأولية وحوامل الطاقة وأجور المحلات والعمال مع هامش ربح نعتقد بأنه ضروري لأنه لا أحد يعمل في مصلحة غير مربحة.

السيد خالد أبو الحسن وهو عامل بالزريقة أو التلييس قال لنا: تخرج الفلافل من تصنيف الأكلات الشعبية، وهل يستطيع العامل الذي تتراوح أجوره اليومية بين سبعة إلى عشرة آلاف ليرة أن يأكل سندويشة فلافل مع كأس عيران يوميا؟ فكيف سيسهر ليلة راس السنة، وكيف سيسهرون وهم لا يستطيعون أن يأكلوا سوى وجبة واحدة في اليوم، وهكذا عائلات نعتقد بأن شخصا واحدا من تلك الأسر يمكن أن يأكل وجبة واحدة في اليوم فيما ينتظر الآخرون دورهم بعد أربعة أيام بشرط ألا تزيد الوجبة على سندويشة فلافل، فكيف لهم بسهرة راس السنة اليست هذه مهزلة.

السيدة أم هلال من ريف اللاذقية وهي مدرسة في إعدادية عين شقاق بينت لنا قائلة: يجب أن يتم وضع حلول تنقذ شرائح واسعة من الجوع بسبب انخفاض الدخل وسرعة تحريك الأسعار لصالح المستثمرين على اختلاف مستوياتهم، حيث لم تترك الظروف بدائل غذائية يمكن التوجه نحوها، وبات الأمل الوحيد لدى أصحاب الرواتب مثلنا أن تتحسن دخولهم لتستطيع الأسر الحصول على الحد الأدنى من الوجبات الغذائية، وعندها سيصرفون النظر عن الأكلات الشعبية التي باتت حكرا على ذوي الدخل غير المحدود، وسينسون أنه يوجد سهرة رأس السنة.

السيد بطرس وهو مهندس ميكانيك ويسكن في ريف اللاذقية قال لنا: أن الأسعار سبقت الأعياد وارتفعت نحو 20 بالمئة خلال الأيام الماضية خصوصاً اللحوم الحمراء والبيضاء، أن البهجة اختفت هذا العام فكل شيء أصبح خارج القدرة الشرائية، ودخل المواطنين خارج حسابات العيد، والتفكير ينحصر في تأمين وجبتي الفطور والغداء فقط، حيث ارتفعت أسعار الألبان والأجبان، وبالتالي أكلات اللبن التي تطبخ بمناسبة الأعياد لم تعد موجودة، ومنع استيراد المكسرات أجبر العديد من العائلات على استهلاك أصناف رديئة، وبالتالي إذا قررت الأسرة أن تسهر  ليلة رأس السنة، فإنها ستعيش باقي أيام الشهر على الخبز الحاف فلم تعد هناك إمكانية للزيت أو الزيتون، وأشار الى تكاليف زينة عيد الميلاد، فالأسعار حدثي ولا حرج مع تجاوز سعر الشجرة الـ 3 ملايين وقد تصل إلى 5 ملايين، وختم بالإشارة إلى أن العطلة الطويلة أثرت على أصحاب الأعمال الحرة وتوقفت أعمالهم، والحركة في الأسواق شبه معدومة، فالبضائع موجودة ولكن الناس تتفرج فقط على السلع.